السعودية

تاريخ امتد عبر 300 عام.. المملكة تحتفي غدًا بذكرى “يوم التأسيس”

الإمام محمد بن سعود

قبل ثلاثة قرون، وضع الإمام محمد بن سعود اللبنات الأولى لـ “الدرعية” ككيان سياسي يساهم في تحقيق الوحدة والاستقرار والازدهار، وتولى الحكم فيها، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المحافظة عاصمة الدولة السعودية الأولى.

وفي 27 يناير من العام الماضي، قررت المملكة تخصيص يوم 22 فبراير من كل عام للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة السعودية تحت عنوان “يوم التأسيس” وجعله عطلة رسمية.

وهذا العام وتحت شعار “يوم بدينا”، يحتفل السعوديون للمرة الثانية، غدًا الأربعاء، بهذه الذكرى الوطنية التي تُعتبر بمثابة احتفاء بالإرث الثقافي المتنوع وإبراز الأهمية التاريخية والحضارية لها.

وتتضمن فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة عددًا من الأنشطة الثقافية والفنية والشعبية التي تتميز بالإبداع والولاء، تجسيدًا علمق هذا التاريخ الكبير، وفصول الزمن التي مرت بها البلاد ما بين رخاء وشدة.

البداية

منذ تولي الإمام محمد بن سعود الحكم، بدأ في ترسيخ مبادئ الوحدة والاستقرار في العاصمة، وكذلك تعزيز الأمن حتى في البلدان التي جاورتها، بالإضافة إلى تأمين طرق الحج والتجارة.

وبمرور الوقت، توسّع في بناء وتنظيم أسوار الدرعية، وبدأت بعدها الدولة في توحيد المناطق في وسط الجزيرة العربية، لتكون المرحلة الأولى في توحيد الدولة السعودية التي استمرت بعد ذلك في عهد أبنائه وأحفاده.

إرث كبير

وتعكس هذه المناسبة الوطنية، معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيسها، ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر.

ولأن الدولة التي تم تأسيسها منذ ثلاثة قرون، رسمت سجلاً حافلاً لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي عاشها أبناء الجزيرة العربية آنذاك تحت حكم الدولة السعودية الأولى، يشعر أبناء الملكة بالفخر بهذا الإرث التاريخي.

ويمتد هذا الإرث منذ حكم محمد بن سعود مرورًا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى قيام المملكة العربية السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وباني نهضتها والذي ينسب إليه الفضل في تطورها ونمائها ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة داخلية ومكانة متميزة عربيًا وإقليميًا وعالميًا.

واستمر هذا التاريخ من الإنجازات حتى عهد أبناء الملك عبد العزيز، وصولًا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين.

الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني

تحل ذكرى يوم التأسيس في 22 فبراير 1727، إحياءًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، أما اليوم الوطني فيحل في 23 سبتمبر1932، وهو يوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية على يد الموحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.

وتعتبر ذكرى يوم التأسيس فرصة لاسترجاع ذاكرة ثلاثة قرون مضت، منذ تأسيس الدولة السعودية وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والِّسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية.

ولم تكن المملكة دولة وليدة لحظة عفوية، بل تشكلت على مدى قرون ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها، مع خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق رغد العيش للمجتمع وسط تحديات كثيرة.

وكان لعمق التلاحم الوطني وقوته الفضل في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727م حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية، لتستمر نجاحاتها حتى العهد الميمون على الرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها في الماضي.

 

وزير الخارجية: المملكة سخرت إمكانياتها لخدمة القضايا الإنسانية دون تمييز

مسيرة بدأت قبل 30 عامًا.. كيف حققت المملكة الريادة العالمية في فصل التوائم السيامية؟

مع تطور الذكاء الاصطناعي وانتشاره.. كيف سيؤثر على حياتنا المهنية؟