منوعات

كيف تتسبب المبيدات في ضعف حواسنا؟

تستخدم مبيدات الآفات على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لتعزيز نمو النبات، ولكن على الرغم من فعاليتها، إلا أنها تحتوي على مواد كيميائية سامة يمكن أن تضعف حواسنا وجهازنا العصبي بشكل خطير.

ما هي المبيدات؟

هي مواد أو مواد كيميائية تستخدم لصد الآفات أو الأعشاب الضارة أو غيرها من الكائنات التي تؤثر على نمو النبات وتدميرها ومكافحتها. وعلى الرغم من فعاليتها، إلا أن مبيدات الآفات تحتوي على مواد كيميائية سامة يمكن أن يكون لها تأثيرات واسعة النطاق، وأحيانًا مزمنة على الأعضاء الحسية والجهاز العصبي للإنسان.

وانتشرت المبيدات لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي لحماية المحاصيل في الولايات المتحدة، وسرعان ما أصبحت العديد من المجتمعات الزراعية تعتمد على استخدامها بسبب تأثيرها القوي على الغلات.

وفي الوقت الحالي، تعتمد ثلث المنتجات الزراعية تقريبًا في العالم على مبيدات الآفات.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتم استخدام أكثر من 1000 نوع من المبيدات على مستوى العالم، ومن أكثر الأنواع شيوعًا مبيدات الأعشاب بنسبة 49٪، ومبيدات الفطريات والجراثيم بنسبة 27٪، والمبيدات الحشرية بنسبة 19٪.

في عام 1990، كان الاستهلاك العالمي من المبيدات عند 1.69 مليار كجم، ونما هذا الرقم بأكثر من 57٪ في العقدين الماضيين، ليصل إلى 2.66 مليار كجم بحلول عام 2020.

ويتوقع تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن يستمر النمو في استخدام مبيدات الآفات. نظرًا لأنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.3 مليارات شخص بحلول عام 2050، وهو ما يبرز الحاجة لزيادة معدل إنتاج الغذاء بنسبة 60 ٪، ويعتقد الباحثون أن المزارعين سيحتاجون إلى استخدام المزيد من مبيدات الآفات.

وبحسب دراسة أجريت على أنظمة الزراعة الأوروبية، فإن الاستغناء عن المبيدات تمامًا يمكن أن يؤدي إلى خسارة 78٪ من إنتاج الفاكهة، وانخفاض بنسبة 54٪ في محاصيل الخضروات، و 32٪ خسارة في محصول الحبوب.

أهم الأعراض

تشمل الأعراض المبكرة للتعرض لمبيدات الآفات الصداع والغثيان والدوار وإفراز الجهاز التنفسي، كما يمكن أن تتراوح الآثار الصحية الحادة من النوبات إلى الاكتئاب التنفسي.

ويختلف تأثير المبيدات على أجهزتنا الحسية والعصبية، باختلاف طريقة وفترة التعرض ونوع المبيدات المستخدمة، كما يرتبط التعرض للمبيدات بالتدهور الحسي الخاص بالبصر والشم.

يقول العلماء إنه عندما تدخل المبيدات الحشرية إلى الجسم عن طريق الاستنشاق، فإنها تتجاوز حاجز الدم في الدماغ وتضعف وظيفة الأعصاب، وتثبت العديد من الدراسات أيضًا وجود صلة بين استخدام مبيدات الآفات والأمراض العصبية التنكسية. ارتبط التعرض لمبيدات الآفات بحالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) ومرض باركنسون.

ونظرًا لأنها مصممة لاستهداف الأنسجة العصبية للكائن الحي، فإن المبيدات الحشرية مثل الفوسفات العضوي والكربامات ومبيدات الآفات الكلورية العضوية تكون أكثر سمية من مبيدات الأعشاب.

تأثيرها على الصحة

قبل خمسة عشر عامًا، قرر تيم بارتون، مدير مزرعة في ستافوردشاير في المملكة المتحدة، أن يبدأ في تجربة الزراعة البيولوجية، بدلاً من استخدام مبيدات الآفات والأسمدة الاصطناعية.

وخلال تجربته يقوم بارتون باستخدام مدخلات طبيعية نشطة بيولوجيًا ذاتية التخمير مثل  الفطريات على محاصيله، لمساعدتها على النمو وتثبيت النيتروجين والفوسفور في التربة.

انتقل صاحب المزرعة إلى استخدام المدخلات النشطة بيولوجيًا، بعدما تعرض للصداع والطفح الجلدي من استخدام المبيدات الحشرية، كان بارتون يلاحظ كتلًا على ذراعيه، بعد كل مرة كان يغمس فيها الأغنام في مبيدات الحشرات ومزيج المبيدات للقضاء على الطفيليات.

ولكن منذ اعتماد طريقة الزراعة البيولوجية، لم يواجه بارتون أي آثار صحية سلبية، وعلى مدار 10 سنوات، لم يضطر إلى استخدام أي سماد من الفوسفور والبوتاسيوم في محاصيله.

ويمكن أن تدخل مبيدات الآفات في السلسلة الغذائية، من خلال عملية تُعرف باسم التراكم الأحيائي. يحدث ذلك بسبب تراكم المواد التي لا يمكن تفكيكها في دهون الجسم، ومنها المبيدات، وهو ما يؤثر على صحة الإنسان.

 تُقدر إحدى الدراسات أن حوالي 385 مليون حالة تسمم حاد غير مقصود بالمبيدات تحدث بين عمال المزارع كل عام.

زيادة الاعتماد على مبيدات الآفات يأتي أيضًا بتكلفة كبيرة على البيئة، حيث أظهرت الأبحاث أن المبيدات الحشرية قد تكون مسؤولة عن فقدان الرائحة في نحل العسل والسلمون، وتلوث المسطحات المائية.

أغلى الرعايات الصحية في العالم

ما هي متلازمة “الهرس” التي أصابت الناجين من الزلزال؟

أكبر 5 سجون في العالم