لم يمر أسبوع على عملية إسقاط منطاد التجسس الصيني الذي رصدته الولايات المتحدة يحلق في سمائها، حتى أعلنت الجمعة الماضية، عن استهدافها لجسمين طائرين حلقا فوق ولاية ألاسكا الأميركية وكندا.
كانت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية أرسلت طائرة استطلاع عسكرية في أعقاب رصد الجسمين، وأغلقت المجال الجوي، إلا أن هذه العملية لم تسفر عن أي تفسيرات.
ولاتزال المعلومات المتوفرة عن الجسمين غير كافية حتى الآن، على عكس المنطاد الصيني الذي أعلنت الولايات المتحدة وقتها أنه تابع لبكين وكان يُحلق على ارتفاع 60 ألف قدم في مجالها الجوي، وتحديدًا فوق أماكن حساسة ذات طبيعة نووية ويستهدف رصد معلومات عنها، وفق البنتاغون.
وبعد أيام، أصدر الرئيس جو بايدن أمرًا بإسقاط المنطاد، وهو ما وضعه في مواجهة انتقادات بسبب تأخير القرار، وفي غضون 24 ساعة بعد عملية الإسقاط، رصدت وزارة الدفاع الأمريكية منطادًا صينيًا آخرًا يحلق فوق أمريكا اللاتينية.
وعلى الرغم من أن بكين أعلنت تبعية المنطاد لها، إلا أنها في الوقت نفسه نفت أن يكون دخل المجال الجوي الإقليمي للولايات المتحدة بغرض التجسس أو رصد مواقع عسكرية، وإنما ضل طريقة أثناء مهمة مدنية عادية.
ما العلاقة بين الواقعتين؟
حتى الآن، لا توجد معلومات رسمية حول وجود علاقة محتملة بين واقعة المنطاد الصيني والجسمين اللذين تم إسقاطهما يوم الجمعة.
وفي سلوك مختلف عن المنطاد الصيني، حلق الجسمين على ارتفاعات منخفضة في سماء الولايات المتحدة، إذ وصل أحدهما إلى ارتفاع 40 ألف قدم فوق ولاية ألاسكا، وهو اعتبره البيت الأبيض خطرًا على الطيران المدني، الذي يحلق في الأغلب على ارتفاعات بين 33 و42 ألف قدم.
ووفق ما أعلنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، فإن السلطات الأمريكية لم تتعرف بأي شكل على الجهة التي يتبعها الجسمان.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول سابق في البنتاغون قوله: حال إثبات أن الجسمين الذين تم إسقاطهما يتبعان الصين، فسيعتبر ذلك بمثابة تأكيد على عدم كفاءة بكين في استخدام هذه الأجهزة، أو أنها تهدف من وراء ذلك استفزاز الولايات المتحدة، فيما لم تعلق الصين على الواقعة.
أحجام متفاوتة
تعكف السلطات الأمريكية في الوقت الحالي على فحص حطام الأجهزة التي أُسقطت بحثًا عن أي معلومات تتعلق بالجهة التي يعودان إليها، إلا أن الطقس السيئ يعرقل هذه العملية.
من ناحية أخرى، كشفت وزارة الدفاع الكندية عن أن الجسم الذي أُسقط فوقها له شكل أسطواني، فيما تقول الولايات المتحدة إن الجسم الآخر أصغر من حجم سيارة.
وبحسب تصريحات الطيارين الذي شاركوا في مهمة إسقاط الجسمين، فإنهما كانا ثابتين ولم يكن لهما قدرة على المناورة، وفق ما نقله كيربي.
فيما قال مصدر دفاعي آخر، إن هناك تضاربًا في الآراء من قبل الطيارين حول طبيعة أنظمة الدفع في الجسم والتي تفسر كيف يُحلق، إلا أنهم شعروا ببعض التداخل مع أجهزة الطائرة الاستشعارية والتي كانت مُكلفة بإسقاط الجسم.
الاستخبارات الأمريكية: المنطاد الصيني لم يكن الأول في سماء الولايات المتحدة