مع تحول آلاف المباني إلى أنقاض في عشرات المدن التركية والسورية بسبب الزلزال الذي وقع يوم الإثنين، يقول المسؤولون إن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تعود المناطق المنكوبة كما كانت.
إعادة إعمار تركيا وسوريا
قال كيفين ماكوي، عضو جمعية هندسة الزلازل الأسترالية، إن إعادة الإعمار سيستغرق وقتًا طويلًا، ربما على الأقل عقدًا من الزمن.
وقال ماكوي: “تركيا لديها خريطة مخاطر جيدة وقوانين بناء لكنها لم تتبعها”، مضيفًا أن الطريقة التي انهارت بها العديد من المباني كشفت عن ضعف التصاق مواد البناء والمكونات الهيكلية غير الآمنة.
بعد إزالة الحطام في المناطق المنكوبة، يجب على المسؤولين إجراء عمليات تفتيش للمباني التي لا تزال قائمة.
في حين أن المباني السليمة قد تبدو جيدة بالعين المجردة، إلا أن سلامتها الهيكلية قد تكون قد تضررت، وسيتعين هدم بعض هذه المباني، وهذه العملية وحدها قد تستغرق سنوات.
قال ماكوي إن إعادة بناء البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات وهياكل الدفاع المدني، ستكون أولوية قصوى.
مدن دمرتها الزلازل
مكسيكو سيتي هي مثال على مدينة نجحت في إعادة بناء نفسها بعد زلزال مدمر.
ضرب زلزال بلغت قوته 8.1 درجة المدينة في عام 1985، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 10000 شخص وتشريد 100000 آخرين، وتضرر ما يقرب من مليون مبنى، مما تسبب في أضرار تصل إلى 4 مليارات دولار.
فرض المسؤولون في المكسيك قوانين البناء في الأربعينيات من القرن الماضي، لكنهم قدموا الحد الأدنى من الإرشادات للحماية من الزلازل.
بعد أسابيع من زلزال عام 1985، بدأت الدولة في تشديد قوانين البناء لمعالجة سلامة الهيكل، وتعد قوانين البناء هناك الآن من بين أفضل قوانين البناء في العالم.
ومن الأمثلة على ذلك هايتي، التي تعرضت لزلزال بقوة 7.0 درجات في عام 2010، وأسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص وألحق أضرارًا بجميع المباني تقريبًا في مركز الزلزال.
كما شهدت لوس أنجلوس أيضًا انتعاشًا ناجحًا وسريعًا نسبيًا بعد زلزال بلغت قوته 6.7 درجة في عام 1994، وقتل الزلزال 60 شخصًا وجرح 7000 بينما أدى إلى نزوح 20000 آخرين.
قدر الخبراء الضرر بنحو 20 مليار دولار، لكن المدينة تلقت ما لا يقل عن 11 مليار دولار من مساعدات إعادة الإعمار من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات.
كما ساعد ضخ الأموال هذا في استعادة اقتصاد المدينة من خلال توفير وظائف مؤقتة، وانخفضت البطالة في الشهر الذي أعقب الزلزال إلى 9.7% من 11%.
معدلات زيادة الأجور في 7 دول خلال 30 عامًا