اجتمع خبراء التقنية على تسمية سنة 2023 بعام الذكاء الاصطناعي التوليدي، في ظل المنافسة المحتدمة التي بدأت بالفعل بين عمالقة التقنية، مثل غوغل ومايكروسوفت، ما يوجب على المتخصصين في هذا المجال والمهتمين به فهم ما يدور، وتوقعات المستقبل التقني.
الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث
على الرغم من إعلان شركات كثيرة دخولها المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد النجاح الكبير الذي حققه ChatGPT، إلا أن الأنظار مركّزة على غوغل ومايكروسوفت، حيث تستهدفان من خلاله تغيير طريقة بحث الأشخاص عن المعلومات عبر الإنترنت.
ننتظر خلال الفترة المقبلة تغيرات كبيرة على نتائج البحث من محرك بحث غوغل وBing الخاص بمايكروسوفت، فبدلاً من القائمة التي تحتوي على الارتباطات ذات الصلة فقط، ستظهر ملخصات مكتوبة لنتائج البحث، بالإضافة لدردشة مع المستخدمين للإجابة على أسئلة إضافية، ويمكنه كذلك كتابة رسائل بريد إلكتروني بناءً على النتائج.
يتوقع خبراء أن تلك التغيرات لن تكون في المستقبل البعيد، حيث كشفت مايكروسوفت عن خططها يوم الأربعاء الماضي، بعد أيام فقط من كشف Google النقاب عن برنامج الدردشة الآلي الجديد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي يُطلق عليه اسم Bard، وتأمل في إتاحته على نطاق واسع في الأسابيع المقبلة، حسبما أعلن المدير التنفيذي، سوندار بيتشاي، يوم الإثنين.
ما هو الذكاء الصطناعي التوليدي؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي “Generative AI” هو جزء من الذكاء الاصطناعي، يمكنه إنشاء جميع أنواع البيانات، بما في ذلك الصوت والكود البرمجي والصور والنص والمحاكاة والكائنات ثلاثية الأبعاد ومقاطع الفيديو.
يحتوي الإنترنت الآن على آلاف التجارب المفيدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومنها أن روبوتًا يعمل بالفعل طُلب منه إعداد نظام غذائي صحي لشخص بناء على معطيات تتمثل في السن والنوع والوزن، ونجح في تقديم جدول بالوجبات اليومية، وكان قادرًا بعد ذلك على تصميم خطة للتسوق من أجل الحصول على المواد اللازمة لتجهيز الوجبات، وفقا لأقسام المتجر.
مصدر المعلومات مُثير للقلق
المعلومات التي تقدمها تلك التقنية تستلهمها من البيانات الموجودة بالفعل على الإنترنت، ولكنها تولد أيضًا مخرجات جديدة وغير متوقعة، وتفتح آفاقًا جديدة في عالم تصميم المنتجات والفن وغير ذلك.
يثير هذا قلق خبراء التقنية، حيث الإنترنت مليء بالمعلومات المضللة، والأيديولوجيات الخطيرة، والجريمة، ونحو ذلك.
ويرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي لن يغني عن المحرر البشري، بناءً على نسبة الخطأ التي ظهرت في مخرجات الروبوتات، والدليل على هذا تأجيل غوغل الإطلاق الرسمي لدردشة Bard AI بسبب عيب في العرض التوضيحي الذي أصدرته في الشهر الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من وجود عدد من العواقب غير المقصودة، إذ لم يتم الإعلان من قبل شركات التقنية هذه وضع حواجز حماية على التقنيات الناشئة.
المدير التنفيذي في معهد ديلويت العالمي للذكاء الاصطناعي، بينا عماناث، تشبّه النشر السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي ببناء حديقة جوراسية ووضع بعض علامات الخطر على الأسوار، مع ترك جميع البوابات مفتوحة.
يشير مصطلح الحديقة الجوراسية إلى مكان يضم حيوانات من ثاني العصور الثلاثة من حقبة الحياة الوسطى، وأشهرها الديناصورات.
وتضيف: “التحدي مع النماذج اللغوية الجديدة هو أنها تمزج بين الحقيقة والخيال. ينشر المعلومات الخاطئة بشكل فعال. لا يستطيع فهم المحتوى. لذلك يمكنه إخراج محتوى صوتي منطقي تمامًا، ولكنه غير صحيح. وهو يقدمها بثقة تامة.
لماذا يرغب ثلث الأمريكيين في تعديل جينات أطفالهم؟
أكبر 6 شركات لانتاج الطاقة المتجددة حول العالم
في اليوم العالمي لمكافحته..ما هو الصرع؟ وكيف يمكن التعايش معه؟