منوعات

تفاصيل الساعات الصعبة لـ “مريم وإيلاف” تحت أنقاض زلزال سوريا

يضرب الزلزال ضربة مباغتة فلا يستطيع أحد الفرار أو الاحتماء من الدمار، الأرض تهتز، الأسقف تقع على الرؤوس في غمضة عين دون أن يعي الفرد ما يحدث.

كان هذا شعور سكان تركيا وسوريا خلال الزلزال المدمر الذي ضرب أراضيهم مخلفًا الآلاف من الضحايا والمصابين.

وظهر مشهد في سوريا لفت أنظار العالم أجمع لفتاة صغيرة سقط منزلها، وهي تحمي رأس أخيها الصغير تحت الأنقاض رغم عجزها عن الحركة بسبب الحطام المتراكم فوقهما، وقد مر أكثر من 36 ساعة عليها في تلك الوضعية غير المحتملة.

أخرجني من هنا

بمرور كل ساعة يتلاشى الأمل في العثور على عائلات ناجية في درجات حرارة شديدة البرودة تجعل البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يموتوا جراء تحطم المباني فوقهم.

لكن قوات الحماية المدنية استمرت في البحث حتى عثرت عليهم، لتقول الفتاة لرجل الإنقاذ “أخرجني من هنا، سأفعل أي شيء من أجلك، سأكون خادمتك “، ليرد فورًا “لا لا”.

ثم تعالت هتافات الحاضرين فرحًا بإنقاذ الأطفال، بينما تحمل الفتاة أخاها، قبل أن تنقلهما الإسعاف إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

ما قبل الكارثة

يقول مصطفى زهير السيد، والد الطفلين، إن زوجته وأطفاله الثلاثة كانوا نائمين في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين عندما اهتزت الأرض بقوة بلغت 7.8 درجات.

ووصف المشهد: شعرنا بالأرض تهتز.. وبدأت الأنقاض تتساقط فوق رؤوسنا، وبقينا يومين تحتها، مررنا بشعور آمل ألا يجربه أحد”.

وأضاف “مصطفى” أن عائلته تلت القرآن ودعت بصوت عالٍ أن يعثر عليها أحد، وتم إنقاذنا أنا وزوجتي وأولادي الحمد لله، نحن جميعًا أحياء ونشكر من أنقذنا”.

وحازت الطفلة “مريم” على إعجاب وتعاطف الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي لشعورها بالمسؤولية تجاه أخيها الصغير “إيلاف” حتى عندما كانت على بعد خطوة من الموت.

أكثر من 10 آلاف قتيل

أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن إجمالي عدد القتلى السوريين تجاوز 2500، وتشير التقارير الإعلامية الأخرى إلى أن إجمالي القتلى في الزلزال عبر الحدود التركية السورية الآن بلغ أكثر من 11000 وهو رقم حذرت وكالات الإغاثة من أنه من المرجح أن يرتفع أكثر.

وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية المؤقت لسوريا والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية في بيان: “هذه المأساة سيكون لها تأثير مدمر على العديد من العائلات الضعيفة التي تكافح من أجل إعالة أحبائها على أساس يومي”، وتقول الأمم المتحدة إنها تركز حاليًا على الاحتياجات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والأدوية.

أسباب جعلت زلزال تركيا ضمن الأكثر تدميرًا خلال قرن

كيف تقف الخلافات السياسية عقبة أمام إيصال المساعدات لسوريا بعد الزلزال؟

زلزال تركيا.. رحلات طويلة للبحث عن الأقارب تحت الأنقاض