تقف الخلافات السياسية عقبة في طريق إرسال المساعدات لسوريا، ضمن الجهود المبذولة لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب البلاد يوم الاثنين، بحسب منظمة الأمم المتحدة، والتي وجّهت دعوة للدول لوضع السياسة جانبًا في ملف تقديم المساعدة للمواطنين السوريين.
الإغاثة مستمرة رغم صعوبة الموقف
يومان ونصف اليوم تقريبًا هي الفترة منذ وقوع الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمالي سوريا، حتى وصول حصيلة القتلى إلى أكثر من 11700، وفقًا لأحدث التقارير الرسمية والطبية.
وتعمل فرق الإغاثة على مضاعفة جهود لإنقاذ ملايين الجرحى والمهجرين، فيما يعيق أداء مهمتها على الوجه الأكمل صعوبة وصول المساعدات لاعتبارات سياسية، خاصة في المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا
وناشدت منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم الخوذ البيضاء المجتمع الدولي إرسال فرق إنقاذ لدعمها في البحث عن عالقين تحت أنقاض مئات المباني المدمرة في شمال سوريا.
كيف تعطّل السياسة وصول المساعدات لسوريا؟
قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا ،المصطفى بن المليح، في تصريحات لوكالة فرانس برس: ندائي هو ضعوا السياسة جانبًا ودعونا نقوم بعملنا الإنساني، لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض، في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر”.
وتكمن الأزمة في أن المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا تُنقل عادة من تركيا عبر باب الهوى، إذ تصنف أنها نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار عن مجلس الأمن.
لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتًا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وأضاف بن المليح: “الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضا أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضًا وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه”.
تحركات لحل الأزمة
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف مؤتمرًا مطلع مارس في بروكسل؛ لجمع مساعدات دولية لسوريا وتركيا.
وكتبت لايين في تغريدة عبر تويتر: “نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح معًا، قريبًا سنقدم مساعدة إنسانية عاجلة معًا. بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي”.
من جانبها تقدّمت سوريا بطلب مساعدة رسمي عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتشجع إدارة الأزمات بالمفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب سوريا للحصول على معدات طبية وأغذية، مع إتاحة الفرصة للمراقبة؛ للتأكد من أن أي مساعدات لن يتم استخدامها لأغراض أخرى من قبل الحكومة السورية.
لم يقدم الاتحاد الأوروبي إلى الآن مساعدات كبيرة لسوريا، واكتفى بمساعدة صغيرة من خلال برامج المساعدة الإنسانية القائمة بالأساس، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة منذ العام 2011 على حكومة الرئيس بشار الأسد.
12 صورة ترصد آثار الزلزال المُدمر في سوريا
سقوط مآذن حلب التاريخية.. ماذا فعل الزلزال بآثار سوريا؟
الأقوى منذ عقدين.. ماذا فعل زلزال “الدقيقة” في تركيا وسوريا؟