جددت وفاة تايري نيكولز على يد شرطة ممفيس الأمريكية المناقشات حول السلوكيات الأمنية داخل الولايات المتحدة، إذ تتكرر حوادث قتل المواطنين في ظل الجهود المبذولة لتطوير هذا الملف، خاصة على المستوى المالي.
وفاة تايري نيكولز تفتح جرح جورج فلويد
أعلنت الشرطة الأمريكية، في السابع من يناير الماضي، وفاة مواطن يبلغ من العمر 29 عامًَا يدعي تايري نيكولز، على يد خمسة من عناصر شرطة ممفيس، المدينة الأكبر في ولاية تينيسي.
تايري الذي كان يعمل سائقًا لدى شركة FedEx ووالد ابن يبلغ من العمر 4 سنوات توفي إثر تعرضه للضرب المبرح على يد خماسي الشرطة الذين أوقفوه مروريًا.
وجهت السلطات للضباط الذين شاركوا في الاعتداء على نيكولز تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية.
وأعاد مقتل تايري نيكولز للأذهان واقعة وفاة جورج فلويد في مايو 2020، الذي توفي نتيجة ضغط ضابط على عنقه بغية تثبيته، ففارق الحياة.
عنصرية أم سلوك جمعي؟
حينما قتل جورج فلويد استند الداعمون له إلى قضية وقف التمييز ضد أصحاب البشرة السمراء، حيث كان الضابط أبيضًا، ولكن في قضية مقتل تايري نيكولز كان الجناة الخمسة من أصحاب البشرة السمراء مثل الضحية تمامًا.
منظمات ضباط الشرطة السود قالت إن العنصرية في عمل الشرطة لم تكن مسألة عرق الضباط بل ثقافة الشرطة، واعتبروها داخلة ضمن النظام الأساسي لعملهم.
كان تغيير هذا النظام مطلبًا للمجموعات الاحتجاجية التي تشكلت بعد وفاة جورج فلويد، والتي فتحت ملف الميزانيات العالية التي تتلقاها مراكز الشرطة، والتي ترى أنه برغم الحصول عليها لا تحقق التطوير المرغوب.
ميزانيات ضخمة للشرطة الأمريكية
أظهرت بيانات مركز الديمقراطية الشعبية لعام 2020، ومركز العمل المعني بالعرق والاقتصاد، أن العديد من إدارات الشرطة في الولايات المتحدة تتلقى ميزانيات صخمة للغاية.
ووفقًا للبيانات، فإن 65 من أكبر 300 مدينة في الولايات المتحدة تنفق 40% أو أكثر من ميزانياتها العامة على الأمن.
تشير البيانات أن مدينة ممفيس التي شهدت جريمة مقتل تايري نيكولز، أنفقت 40% من ميزانيتها على قسم الشرطة بما يعادل 281 مليون دولار.
على الرغم من هذا ليست شرطة ممفيس صاحبة الحصة الأكبر من ميزانية المدينة، فالأرقام أعلى في أوكلاند وفينيكس وميلووكي، إذ تصل في الأخيرة إلى 46%.
يلاحظ في تلك البيانات أن أكبر المدن في البلاد تنفق في المتوسط نصيبًا صغيرًا على حفظ الأمن، فنيويورك التي تزيد ميزانياتها العامة على 5 مليارات دولار تخصص 13% فقط للشرطة، والاستثناء هو لوس أنجلوس، التي تنفق 23%.
تنفق المدن الصغيرة في المتوسط 29% من ميزانية نفقاتها على الشرطة، ولكن هناك أيضًا تلك التي تنفق أقل، مثل كولورادو بواقع 9%، وكاليفورنيا 10%، وأكبر مدينة تنفق أقل من المتوسط على الشرطة هي جاكسونفيل التابعة
لولاية فلوريدا بنسبة 3% فقط من ميزانيتها البالغة 1.4 مليار دولار.
رصد مواقع نووية.. الولايات المتحدة تتعقب “منطاد تجسس” صيني
الولايات المتحدة وأزمة المهاجرين
كيف تصبح ضمن الفئات الأعلى دخلًا في الولايات المتحدة الأمريكية؟