تسعى دول الاتحاد الأوروبي منذ صدور قرارات بتخفيض إمدادات الغاز الروسي التي ترتبت على اندلاع الحرب في أوكرانيا، لخفض استهلاكها من الغاز الطبيعي بنسبة 15 في المئة بين أغسطس 2022 ومارس 2023، بالمقارنة مع متوسط الاستهلاك في السنوات الخمس الماضية.
في ديسمبر الماضي، أعلن Eurostat أن الاتحاد الأوروبي استطاع أن يخفض استهلاك الغاز في دول الاتحاد الـ 27 بنحو 20 في المئة خلال الفترة من أغسطس إلى نوفمبر (مقارنة بمتوسط 2017-2021)، وهو ما يجعله يسير على الطريق الصحيح في اتجاه تحقيق هذا الهدف.
وتوضح الخريطة التالية، أن استهلاك الغاز انخفض في معظم الدول الأعضاء وتحديدًا في 18 دولة بنسبة تفوق الـ 15 في المائة، ففي ألمانيا انخفض الاستهلاك فيها إلى (-20 في المئة)، وفي بعض الدول تراجع استهلاك الغاز بشكل كبير، فحققت فنلندا نسبة (-53 في المئة)، ولاتفيا (-43 في المئة)، وليتوانيا (-42 في المئة).
وعلى الرغم من أن بعض الدول قللت من استخدامها لمصدر الطاقة هذا، إلا أن 6 دول أعضاء لم تصل بعد إلى هدف 15 في المئة، ومن ناحية أخرى، زاد استهلاك الغاز الطبيعي في بلدين هما: مالطا بنسبة (+7٪) وسلوفاكيا (+3٪ تقريبًا).
وحتى الآن لا توجد أسباب مًعلنة عن التراجع في استخدام الغاز الطبيعي في دول الاتحاد الأوروبي، رغم اعتماد العديد من هذه الدول على الغاز كمصدر طاقة أساسي، وتحديدًا على الغاز الروسي، مثل ألمانيا التي تستورد نصف احتياجاتها من الغاز الروسي، وإيطاليا التي تعتمد عليه بنسبة 46 في المئة.
ورجح البعض أن هذا الانخفاض الملحوظ في استهلاك الغاز في أوروبا يرجع إلى حالة الطقس المعتدلة التي سادت خلال فصل الخريف، أو لانخفاض الإنتاج في بعض الصناعات التي تعتمد على الغاز.
تغيرات مهولة في دول كبرى.. كيف سيكون تعداد السكان عام 2050؟