اصطفت العشرات من السيارات خارج محرقة للجثث في بكين اليوم الأربعاء، رغم أن الحكومة الصينية لم تبلغ حتى الآن عن وجود وفيات جديدة لـ COVID-19، حيث تواجه البلاد تزايد ملحوظ في أعداد المصابين بالوباء.
نظام هش
بعد احتجاجات واسعة النطاق، بدأت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة هذا الشهر في تفكيك نظام الإغلاق المشدد وهي السياسة الصينية المعروفة باسم “صفر COVID” ، رغم أن هذه السياسة أبقت الفيروس تحت السيطرة إلى حد كبير لمدة ثلاث سنوات وإن كان ذلك بتكلفة اقتصادية ونفسية كبيرة جدًا.
أدى التغيير المفاجئ في السياسة إلى اكتشاف النظام الصحي الهش غير المستعد والمستشفيات تتدافع للحصول على الأسرة والدم ، وعلى الصيدليات للحصول على الأدوية، والسلطات تتسابق لبناء العيادات الخاصة، إذ يتوقع الخبراء أن الصين قد تواجه أكثر من مليون حالة وفاة بسبب COVID العام المقبل.
حرق الجثث
وفي محرقة جثث في منطقة تونغتشو ببكين، قال شاهد لـ”رويترز” إن رصد طابورًا يضم نحو 40 نعشًا في انتظار الدخول بينما كان موقف السيارات ممتلئًا، وفي الداخل، يتجمع أفراد العائلة والأصدقاء، الذين يرتدون ملابس بيضاء تقليدية وعصابات حداد، في انتظار حرق الجثة، بينما يرتدى الموظفون بدلات واقية، ثم ارتفع الدخان من خمسة أفران من أصل 15 فرنًا، وسط تواجد مكثف للشرطة خارج محرقة الجثث، وتقول “رويترز” إنها لم تستطيع التحقق مما إذا كانت الوفيات ناجمة عن فيروس كورونا أم لا.
وفي هذا السياق قال عددًا من عمال الجنازات إن بعض سكان بكين يضطرون إلى الانتظار لعدة أيام لحرق جثث أقاربهم أو يضطرون لدفع رسوم باهظة لتأمين خدمة أسرع.
نشر عامل في أحد صالات الجنازة في بكين على وسائل التواصل الاجتماعي عرضًا بـ “الترتيب السريع للجنازة، وعدم وجود طابور لحرق الجثث” مقابل 26 ألف يوان (3730 دولارًا).
ارتفاع حاد في الوفيات
قد يرتفع عدد القتلى بشكل حاد في المستقبل القريب، حيث نقلت صحيفة جلوبال تايمز الحكومية عن خبير صيني في الجهاز التنفسي توقعه بارتفاع حاد في الحالات الشديدة في بكين خلال الأسابيع المقبلة.
وقال وانغ جوانجفا أخصائي الجهاز التنفسي من مستشفى جامعة بكين الأول للصحيفة “يجب أن نتحرك بسرعة ونجهز عيادات الحمى وموارد العلاج الطارئة والشديدة”.
توقع “وانغ” أن تصل موجة COVID إلى ذروتها في أواخر يناير، ومن المرجح أن تعود الحياة إلى طبيعتها بحلول أواخر فبراير أو أوائل مارس.
هل انتهت حالة الطوارئ عالميًا؟
بالتزامن مع ما يحدث في الصين قللت التوقعات الدولية من احتمالية حدوث طفرات فيروسية، وأن احتمالية ظهور سلالات جديدة منخفضة.
أيد بول تامبياه ، رئيس جمعية آسيا والمحيط الهادئ لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والعدوى ، هذا الرأي، وقال “لا أعتقد أن هذا يمثل تهديدًا للعالم الاحتمالات هي أن الفيروس سوف يتصرف مثل أي فيروس بشري آخر ويتكيف مع البيئة التي ينتشر فيها عن طريق أن يصبح أكثر قابلية للانتقال وأقل ضراوة.”
وفي المقابل قال عددًا من العلماء البارزين ومستشاري منظمة الصحة العالمية لرويترز إن الموجة المدمرة المحتملة القادمة في الصين تعني أنه قد يكون من السابق لأوانه إعلان انتهاء حالة الطوارئ المتعلقة بالوباء العالمي.
كيف تأثرت منشآت الطاقة الأوكرانية بالصواريخ الروسية؟
تسريح العاملين في شركات التقنية يسجل أعلى مستوياته
التوطين في السعودية.. قرار جديد يدخل حيز التنفيذ