منوعات

كيف يمكنك التفريق بين “الفوبيا” والخوف الطبيعي لدى الأطفال؟

يخلط الكثير من الآباء بين الخوف المبرر لدى الأطفال، وبين “الفوبيا” أو الرهاب، فالخوف في الطفولة هو استجابة طبيعية لبعض الأمور المجهولة أو المخيفة لدى الطفل، أما الرهاب فغالبًا ما يكون رد فعل الطفل مبالغًا فيه وغير عقلاني ومتطرف، ويمنع الطفل من التعايش بشكل طبيعي، وبالتالي قد يحرمه من الاستمتاع بطفولته.

على سبيل المثال، من الطبيعي أن يخاف الطفل من القيء بسبب ألم المعدة، ولكن ليس من الطبيعي أن يصاب بعض الأطفال برهاب من القيء لدرجة عدم القدرة على تناول الطعام في المطاعم أو حتى تناول الطعام على الإطلاق.

مثال آخر هو الخوف الطبيعي في الطفولة من الطقس القاسي، وغالبًا ما يكون الطفل الذي يصاب بالرهاب من الطقس القاسي غير قادر على الخروج أو الذهاب إلى المدرسة إذا رأى حتى غيومًا رمادية.

ما هي المخاوف الطبيعية للأطفال؟

من سنتين إلى 4 سنوات: الخوف من الحيوانات، الخوف من الغرباء، القلق من الانفصال.

الأعمار من 4 إلى 6 سنوات: الخوف من الكائنات الخارقة للطبيعة، الخوف من الظلام، الخوف من الحيوانات، القلق من الانفصال.

من 7  سنوات إلى 10 سنوات: الخوف من أحداث الطقس الطبيعية، أو الخوف من وفاة الوالدين أو من الموت.

من 10 سنوات إلى 12 عامًا: الخوف من عدم إرضاء الوالدين أو المعلمين، الخوف من الرسوب في المدرسة، الخوف من فقدان الأصدقاء.

الأعمار من 12 إلى 15 عامًا: القلق الاجتماعي، الخوف من الإحراج في الأماكن العامة.

كيف تعرف أن طفلك يعاني من الرهاب؟

الأعراض

لا يظهر قلق الأطفال دائمًا بنفس الطريقة التي يظهر بها قلق البالغين، إذ يتفاعل العديد من الأطفال دون سن العاشرة بعدوانية وسلوك معارض عند القلق، فهناك أطفالًا من شدة قلقهم يضربون إخوانهم وأولياء أمورهم ومعلميهم، فإذا كان طفلك لا يظهر إلا العدوانية / نوبات الغضب / المزاجية في مواقف محددة للغاية، فقد يشتبه في إصابته بالرهاب، أم المراهقون سيظهر عليهم القلق الواضح والشديد والبكاء ونوبات الذعر عند مواجهة محفز الرهاب.

الرغبة في الهروب

سيحاول الطفل الذي يعاني من مسببات الرهاب الهروب من الموقف، قد تجده يجري أو يتوسل للمغادرة، وإذا علموا أنهم سيتواجدون في مكان به يجعلهم يعانون من الرهاب، فسوف يتوسلون ألا يذهبوا ويختلقوا الأعذار، فالطفل الذي يعاني من رهاب المدرسة سيتظاهر بأن معدته تؤلمه، أو رأسه تؤلمه، وقد يتقيأ لإقناع الأهل أنه مريض.

الأداء الوظيفي

 ابحث عن علامات تدل على ما إذا كان قلق طفلك يؤثر على أدائه، فهل لا يزال بإمكان طفلك اللعب مع أقرانه، وتناول الطعام، والنوم جيدًا؟ هل يمكن لطفلك الذهاب إلى المدرسة، والتطلع إلى الأحداث العائلية، والتوافق مع الآخرين؟ غالبًا ما يكون الأطفال المصابون بالرهاب غير قادرين على مغادرة منازلهم أو الذهاب إلى أماكن معينة، ولا يمكنهم الاستمتاع بمواقف معينة، ولن يقتربوا من أماكن، وأشياء معينة، فعلى سبيل المثال، الطفل المصاب برهاب الحشرات لن يخرج للعب.

المدة  والتطور

هل كان طفلك دائمًا قلقًا بشأن هذا الشيء أم بدأ هذا فجأة؟ في حالة الرهاب، يمكننا في كثير من الأحيان العثور على الحدث الذي “نشط” الرهاب ، سواء كانت لدغة نحلة، أو حدث طقس شديد، أو عصا إبرة كانت مؤلمة، إذ يبدأ القلق بشكل أساسي من الرهاب الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر.

هل يمكن علاج الرهاب؟

يتم علاج الرهاب بنجاح من قبل المتخصصين في الصحة العقلية، وعادة ما يكون علماء النفس أو الأطباء النفسيين، الذين تم تدريبهم على العلاج المعرفي السلوكي.

سيتضمن العلاج التعرض التدريجي للأشياء، أو المواقف المخيفة بالنسبة للطفل الذي يخاف من الحشرات، على سبيل المثال ، نبدأ بالحديث عن الحشرات ، ثم ننظر إلى صور الحشرات، ثم رسم الحشرات، ثم اللعب مع حشرات الألعاب، وأخيراً، الخروج لفترات زمنية متزايدة للنظر في الحشرات.

 طوال فترة العلاج سيعمل المتخصصون على مساعدة طفلك على الاسترخاء من خلال التحدث والتنفس واللعب أثناء مواجهة الحشرات.