يجتمع وزراء البحث العلمي الأوروبيين في باريس؛ لمناقشة سباق القارة العجوز على صعيد الفضاء خلال السنوات المقبلة.
ويحاول المسؤولون الموافقة على مساهمات بقيمة 18.5 مليار يورو؛ لتمويل بعثات إلى القمر والمريخ، وإطلاق أقمار صناعية لمراقبة الطقس وتشفير الاتصالات العالمية.
الميزانية الجديدة لوكالة الفضاء
سيكون توفير التمويل تحديًا كبيرًا للوزراء الأوروبيين، حيث إن الميزانية المقترحة لوكالة الفضاء الأوروبية تمثل زيادة تقارب 25%، وهو أمر يصعب تحقيه في ظل الارتفاع الكبير في تكلفة المعيشة في جميع أنحاء القارة، مما قد يجبر الحكومات على التراجع عن إنفاقها على الفضاء.
وقال المدير العام للوكالة الدكتور جوزيف أشباتشر: “كل دولة تبذل جهودًا كبيرة للعثور على المال، على الرغم من الوضع الاقتصادي”.
تجتمع الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية كل 3 سنوات للاتفاق على برنامج النشاط والأموال اللازمة لتمويله.
يتعين على جميع البلدان دعم البحث العلمي بما قيمته “3.1 مليار يورو” على مدى خمس سنوات، ولكن بالنسبة للمشاريع الأخرى، ستلتزم الدول بهذا الدعم على أساس طوعي، واعتمادًا على مصالحهم، قد يقررون وضع أكثر أو أقل من الرقم الذي يعكس وزنهم الاقتصادي، أو الناتج المحلي الإجمالي.
مساهمات كبار أوروبا
لدى فرنسا وألمانيا وإيطاليا اهتمام خاص بالصواريخ (3.2 مليار يورو)، كما كانت دول مثل المملكة المتحدة من أكبر الداعمين لمشاريع الاتصالات (2.4 مليار يورو)، نظرًا لقوتها التصنيعية في الأقمار الصناعية الكبيرة.
ويريد الكثيرون المساعدة في بناء مركبة فضائية لرصد الأرض، تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بتكلفة (3.0 مليار يورو) والمشاركة في مهام الاستكشاف البشرية والروبوتية (2.9 مليار يورو).
تدرك الحكومات الأوروبية أنه عندما يتعلق الأمر بـ “سباق الفضاء” فإنها تتخلف عن الركب، مقارنة باستثمارات أمريكا والصين في وكالات الفضاء الخاصة بهما وفي قطاعاتها التجارية.
المشاريع المستقبلية
من المؤكد أن الوزراء المجتمعين في باريس سوف يركزون استثماراتهم في البرامج التي من المتوقع أن تحقق أكبر عوائد اقتصادية.
إحدى المجالات التي ستجري فيها مفاوضات مكثفة تتعلق بالصواريخ، من بينها قاذفة أوروبا الجديدة Ariane-6، التي لن تظهر لأول مرة حتى نهاية العام المقبل على أقرب تقدير، وسيتعين على الوزراء توفير تمويل لها بقيمة 200 مليون يورو.
ومن بنود الميزانية الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار، مبلغ 750 مليون يورو المطلوب لمجموعة Iris2 “الاتصال الآمن” التابعة للاتحاد الأوروبي.
تريد المفوضية الأوروبية تطوير شبكة من الأقمار الصناعية للإنترنت ذات النطاق العريض لا تختلف عن تلك التي طورها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، وشركة OneWeb اللندنية، ولكنها تركز على الخدمات الحكومية.
من المحتمل أن تصل تكلفتها الإجمالية إلى 6 مليارات يورو، وتتطلع بروكسل إلى دول الوكالة للحصول على الدعم.
الوفد الإنجليزي
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الفضاء الأوروبية ليست الاتحاد الأوروبي، قد يتشاركون الدول الأعضاء ويتعاونون في بعض المشاريع الفضائية، لكنهم كيانات قانونية منفصلة.
هذا مهم بالنسبة للمملكة المتحدة، التي لم تعد عضوًا في الاتحاد منذ عام 2020، لكنها ما تزال عضوًا في وكالة الفضاء الأوروبية.
يأتي وفد لندن، برئاسة وزير العلوم جورج فريمان، إلى مركز مؤتمرات GPE لتحقيق أهدافه الخاصة.
ستطلب لندن خلال الاجتماع 360 مليون يورو، من أجل المركبة الجوالة “روزاليند فرانكلين” لاستكشاف سطح المريخ.
ومن المحتمل أيضًا أن تحصل على تمويل لعدد من مشاريع مراقبة الأرض، أحدها هو قمر صناعي يسمى Aeolus لرسم خريطة لاتجاه الرياح وسرعتها عبر العالم لتحسين التنبؤ بالطقس.
تبلغ ميزانية وكالة الفضاء الأوروبية لهذا البرنامج، 405 مليون يورو.
ستختتم وكالة الفضاء الأوروبية الاجتماع بالإعلان عن أسماء شريحة جديدة من رواد الفضاء المتدربين، لأول مرة منذ عام 2009.