أحداث جارية عالم

إلى أي مدى يمكن أن يضر تغير المناخ بالاقتصاد العالمي؟

تستضيف مصر وتحديدًا مدينة شرم الشيخ فعاليات قمة المناخ “Cop27″، وهي القمة التي تجمع قادة وحكومات العالم لمناقشة سبل التصدي للتغير المناخي للحد من تأثيره على كوكبنا، إذ يبحث قادة العالم الإجراءات والمبادرات التي يجب تفعيلها لتقليل أضرار التغير المناخي.

وتتركز دائمًا المناقشات في هذا الملف الخطير على الدول الكبرى المسؤولة عن الحجم الأكبر من الانبعاثات الكربونية الخطرة، ومدى تأثير ذلك على الدول النامية والفقيرة، التي لا يمكنها تحمل النتائج والانعكاسات السلبية لهذه التأثيرات بسبب ضعف إمكانياتها مقارنة بالدول الكبرى.

نزيف الاقتصاد العالمي

لا يقتصر تأثير تغير المناخ على البيئة فقط، ولكنه يؤثر على اقتصادات الدول، حيث قدرت دراسة جديدة أجريت على 135 دولة أن تغير المناخ قد يؤدي إلى خسارة 4٪ من الناتج الاقتصادي العالمي السنوي بحلول عام 2050، وهو ما سينعكس بالسلب على المناطق الفقيرة في العالم.

ومن جانبها نشرت شركة التصنيف S&P Global “ستاندرد آند بورز”، التي تمنح الدول درجات ائتمانية بناءً على صحة اقتصاداتها ، تقريرًا يبحث في التأثير المحتمل لارتفاع مستويات سطح البحر، والمزيد من موجات الحرارة والجفاف والعواصف المنتظمة.

ووفقًا للتقرير من المرجح أن تشهد البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​المنخفض خسائر في الناتج المحلي الإجمالي أكبر بمقدار 3.6 أضعاف في المتوسط ​​من الدول الأكثر ثراءً.

المناطق الأكثر عرضة للخطر

تتعرض بنغلاديش والهند وباكستان وسريلانكا لحرائق الغابات والفيضانات والعواصف الكبرى وأيضًا نقص المياه، مما يعني أن جنوب آسيا معرضة للخطر بنسبة تتراوح من 10٪ إلى 18٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف مثيله في أمريكا الشمالية وعشرة أضعاف المنطقة الأقل تضررًا، وهي أوروبا.

وتواجه مناطق آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، خسائر كبيرة أيضًا، كما تواجه بلدان شرق آسيا والمحيط الهادئ مستويات تعرض مماثلة لتلك التي تتعرض لها أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، ولكن بشكل رئيسي بسبب العواصف والفيضانات بدلاً من موجات الحرارة والجفاف.

الدعم العالمي للمناطق الفقيرة

ومن جانبه قال كبير محللي الائتمان الحكومي في “ستاندرد آند بورز”، “روبرتو سيفون أريفالو”، إن تغير المناخ مشكلة عالمية تواجه مختلف دول العالم بدرجات مختلفة، مشيرًا إلى ضرورة حشد الدعم الدولي للمناطق الأفقر من العالم.

تميل البلدان حول خط الاستواء أو الجزر الصغيرة إلى أن تكون أكثر عرضة للخطر، بينما من المرجح أن تتأثر الاقتصادات التي تعتمد على قطاعات مثل الزراعة أكثر من تلك التي لديها قطاعات خدمات كبيرة.

وبالنسبة لمعظم البلدان، يزداد التعرض لتغير المناخ وتكاليفه بالفعل، فعلى مدى السنوات العشر الماضية، تسببت العواصف وحرائق الغابات والفيضانات وحدها في خسائر بنحو 0.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا على مستوى العالم، وفقًا لشركة التأمين Swiss Re.

أزمة التصنيفات الائتمانية

ووفقًا لحسابات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) فإذا كان متوسط الكوارث المتعلقة بالمناخ، حول العالم يسير بمعدل كارثة واحدة يوميًا على مدار الخمسين عامًا الماضية، ستكون الخسائر حوالي 115 حالة وفاة يومية وأكثر من 202 مليون دولار في اليوم الواحد.

ومن جانبه يقول “سيفون أريفالو”، من “ستاندرد آند بورز”، إن بعض الدول عانت بالفعل من انخفاض التصنيف الائتماني بسبب الطقس القاسي، مثل بعض جزر الكاريبي بسبب الأعاصير الشديدة.

توقعت دراسة أجرتها مجموعة من جامعات المملكة المتحدة العام الماضي أن يكون ترتفع درجات الحرارة العالمية بشكل كبير، وهو ما يعني أن أكثر من 60 دولة قد تشهد خفضًا في تصنيفاتها بسبب الاحتباس الحراري بحلول عام 2030.

وفي هذا السياق اقترح بعض الخبراء أيضًا مقياسًا متدرجًا للتصنيفات، حيث سيكون لدى البلدان المعرضة بشدة للأزمات المناخية درجة ائتمانية واحدة خلال السنوات العشر القادمة أو نحو ذلك، ودرجة ائتمانية أخرى في المستقبل عندما يكون من المحتمل أن تكون المشاكل شديدة.

Cop 27 قمة المناخ بشرم الشيخ في أرقام

أكثر 5 دول استهلاكًا للنفط

تصنيف أكثر البلدان امتلاكًا للمفاعلات النووية وعددها في كل دولة