من المرجح أن يؤثر تراجع روسيا عن اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى الدول المعتمدة على الاستيراد، في تفاقم أزمة الغذاء العالمية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
شحنات الشرق الأوسط في خطر
قال تاجران مقيمان في سنغافورة، إن مئات الآلاف من أطنان القمح المحجوزة لتسليمها إلى إفريقيا والشرق الأوسط معرضة للخطر بعد انسحاب روسيا، في حين أن صادرات الذرة الأوكرانية إلى أوروبا ستنخفض.
علقت روسيا يوم السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي وضعته الأمم المتحدة “لأجل غير مسمى”، بعد ما قالت إن هجومًا كبيرًا بطائرة مسيرة أوكرانية، استهدف أسطولها المطل على البحر الأسود في القرم.
قفزة في الأسعار
قفزت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو يوم الإثنين بأكثر من 5% وارتفعت أسعار الذرة أكثر من 2% بسبب المخاوف بشأن الإمدادات.
في وقت سابق من هذا العام، قفزت أسعار القمح العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسجلت الذرة أعلى مستوى لها في 10 سنوات، بسبب الغزو الروسي والطقس السيئ وانقطاع الإمدادات نتيجة كوفيد -19.
القمح والذرة والخضروات
يشمل المشترون الآسيويون الذين يحجزون شحنات القمح الأوكراني إندونيسيا، ثاني أكبر مستورد للحبوب في العالم، على الرغم من أن المنطقة تعتمد عادة على أستراليا وأمريكا الشمالية.
قال تجار إنه في الصفقات الأخيرة، اشترت شركات المطاحن الإندونيسية أربع شحنات أو حوالي 200 ألف طن من القمح الأوكراني لشحنها في نوفمبر، ضمن صفقات تم توقيعها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن المحتمل أيضًا أن تعاني بعض مصانع الأعلاف الفيتنامية التي اشترت القمح الأوكراني.
في الأسبوع الماضي، اشترت وكالة حكومية في باكستان حوالي 385 ألف طن من القمح في مناقصة من المحتمل أن تكون مصدرها روسيا وأوكرانيا.
وقال تاجر مقيم في سنغافورة في شركة دولية: “لسنا متأكدين مما إذا كانت روسيا ستستمر في تصدير القمح أم أنها ستكون آمنة للسفن التي تحمل القمح الروسي لشحنها من البحر الأسود، حتى مع استمرار حظر الصادرات الأوكرانية”.
ومن المرجح أن تتضرر أيضًا صادرات الذرة الأوكرانية إلى أوروبا المحجوزة لشهر نوفمبر.
أسعار الزيوت
من المتوقع أن يدعم قرار روسيا أسعار الزيوت النباتية العالمية؛ لأنه يهدد صادرات زيت عباد الشمس الأوكراني إلى وجهات رئيسية، بما في ذلك أكبر مستورد لزيت الطعام الهند.
قفزت العقود الآجلة لزيت النخيل الماليزي أكثر من 4% يوم الإثنين.
بموجب اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، يوافق مركز التنسيق المشترك (JCC) المكون من مسؤولين من الأمم المتحدة وأتراك وروس وأوكرانيين على حركة وتفتيش السفن.
تم تصدير أكثر من 9.5 مليون طن من الذرة والقمح ومنتجات عباد الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من البحر الأسود منذ يوليو.
على الرغم من أن أسعار السلع الزراعية العالمية قد تراجعت عن مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، إلا أن أسعار المواد الغذائية بالتجزئة المحلية لا تزال مرتفعة وتواجه الآن مزيدًا من الصعود.ش
تصريح جديد من الرئيس الأوكراني بشأن الحرب والحبوب
روسيا تتخذ قرارًا جديدًا بشأن تصدير الحبوب.. والغرب يتهمها باستغلال سلاح “الجوع”