مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في أمريكا، والمقررة في الثامن من نوفمبر المقبل، حذر خبراء من أن المرشحين الجمهوريين قد يخفضون المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، إذا فازوا بالأغلبية في الكونجرس، وهو ما يضيف عنصراً قابلاً لإشعال الانتخابات، حسب “بي بي سي”.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا منذ بدء الحرب، من بينها على سبيل المسلاح نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة “هيمارس”، الذي يُعد واحداً من 18 سلاحاً أعطتها واشنطن لكييف، وهو ما يمثل جزءاً من حزمة مساعدات ضخمة تبلغ 52 مليار دولار، وهو ضعف ما يقدم لجميع البلدان الأخرى.
في أوكرانيا، يقول الخبراء العسكريون والحكومة الأوكرانية إن هذا الدعم كان حيوياً لمساعدتهم على التصدي للغزو الروسي، فيما يقول مارك كانسيان، العقيد السابق في البحرية الأمريكية وخبير الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه “كان من الممكن اجتياح الأوكرانيين لولا هذه الأسلحة التي قدمتها أمريكا”.
لكن خط الدعم هذا قد يصبح موضع شك. تقول بي بي سي إن بعض المشرعين الجمهوريين شككوا في ميزاته، في وقت يكافح فيه الأمريكيون مع ارتفاع الفواتير، علماً بأن الجمهوريين يسعون إلى السيطرة على مجلس النواب، الذي يتخذ جميع قرارات الإنفاق، حسب الدستور الأمريكي.
الجمهوريون ودعم أوكرانيا
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اقترح زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، أهم جمهوري في مجلس النواب، أن الكونجرس إذا سيطر عليه الجمهوريون سيكون غير راغب بكتابة “شيك على بياض” لأوكرانيا، مضيفاً: “أعتقد أن الناس سيواجهون ركوداً اقتصادياً، ولن يكتبوا شيكاً على بياض لأوكرانيا”.
فيما عبّر جمهوريون آخرون عن شكوك مماثلة، منهم السناتور عن ولاية ميسوري جوش هاولي الذي قال إن المساعدات الأوكرانيا “ليست في مصلحة أمريكا وتسمح لأوروبا باستغلالها”.
انقسامات داخل الحزب الجمهوري
لكن من ناحية أخرى، دعا الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل البيت الأبيض إلى زيادة المساعدة لأوكرانيا، قائلاً إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتزويد أوكرانيا بالأدوات التي تحتاجها لإحباط العدوان الروسي. وهو الأمر الذي وصفه محللون بأنه كاشفاً للانقسامات داخل الحزب.
جدير بالذكر أن 57 في مجلس النواب و11 في مجلس الشيوخ من الجمهوريين، هم من صوتوا فقط ضد حزمة مساعدات بقيمة 40 مليون دولار لأوكرانيا قبل أشهر.
قلق في أوروبا
في أوروبا يتزايد القلق بشأن النقاش الدائر في أمريكا حول دعم أوكرانيا، إذ قال توبياس إلوود النائب البريطاني البارز الذي يرأس لجنة الدفاع في مجلس العموم، لصحيفة واشنطن بوست “إذا انسحبت الولايات المتحدة، فقد ينتزع بوتين النصر من بين فكي الهزيمة”.
غير أن مسؤولين أوكرانيين ومراقبين مقيمين في أمريكا يقولون إنه من غير المرجح أن يتم خفض المساعدات بشكل كبير على المدى القصير، بغض النظر عن نتيجة انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال لبي بي سي في كييف، إن اجتماعاته السابقة مع المشرعين الأمريكيين، والتي تضمنت الديمقراطيين والجمهوريين، جعلته واثقاً من أن الولايات المتحدة لن تخفّض مساعداتها، مضيفاً: “تلقيت الكثير من الإشارات بأنه لا يهم من سيقود الدفة.. سيستمر دعم الحزبين لأوكرانيا.. أنا أؤمن بذلك”.
حرب أوكرانيا: ما “القنبلة القذرة” التي تثير مخاوف روسيا؟
خطة الصين لتجنب أخطاء روسيا في أوكرانيا قبل إعلان الحرب على تايوان