من حين لآخر، تطفو على السطح تحديات خطيرة على منصة TikTok تؤدي إلى إصابات المشاركين وربما تفضي بهم إلى الموت، فلماذا يستمر الناس في تعريض أنفسهم للأذى بسبب الإعجابات والمتابعين؟
الشعور بالتواصل والشعبية
بشكل أساسي، تمنح تحديات الوسائط الاجتماعية الناس فرصة للشعور بأنهم جزء من شيء أكبر، وهذا ليس دائمًا أمرًا سيئًا للأفراد أو للعالم بأسره.
ساعد تحدي دلو الثلج، الذي يقوم فيه الشخص بصب دلو من الماء المثلج فوق رأسه، في زيادة الوعي بالتصلب الجانبي الضموري، وأكثر من 115 مليون دولار من التبرعات لجمعية التصلب الجانبي الضموري خلال الأسابيع الستة الأولى من إطلاقه في عام 2014.
على الرغم من كثرة الإصابات، يعتبر التحدي إلى حد كبير آمنًا وممتعًا.
تقول جينيفر هيتيما، الأستاذة المساعدة في قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة نيو مكسيكو، إن نفس المشاعر التي تجعلك تشعر بالارتباط بتحدٍ خيري، يمكن أن تجعلك متحمسًا بنفس القدر للمشاركة في تحديات أخرى أكثر تطرفًا قد تكون خطيرة.
توضح بريتاني موريس، الأخصائية الاجتماعية في تشيسابيك بولاية فرجينيا، أن استعداد العديد من الأشخاص للمشاركة في تلك الأعمال الخطيرة يتحدث عن الرغبة البشرية المتأصلة في الشعور بالتواصل.
وتضيف: “البشر لديهم حاجة متأصلة للتواصل. خلال الوباء وحتى قبله بفترة طويلة، أصبحت الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ملاذات آمنة للعديد من الأفراد الذين يكافحون للعثور على مكانهم اجتماعيًا. تغذي الشعبية عبر الإنترنت غرورنا بعدة طرق وتجعلنا أيضًا نشعر بالتقدير”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إكمال التحدي بنجاح قد يبدو وكأنه “وسام شرف” ويمنح أي شخص فرصة للانتشار وتعزيز شعبيته على الإنترنت.
لماذا تغري تحديات وسائل التواصل الاجتماعي المراهقين؟
هناك تفسيرات نفسية وفسيولوجية لاستعداد العديد من المراهقين لتجربة التحديات الخطيرة، وتشمل: الرغبة في الشعور بأنك جزء من مجموعة قوية بشكل خاص خلال فترة المراهقة.
تقول موريس: “الأطفال والمراهقون هم الأكثر عرضة لهذه التحديات الخطيرة بسبب الحاجة إلى الانتماء. في سن المراهقة، نحن نتشوق لأن يتم قبولنا ونبحث عن مكانة فريدة”.
علاوة على ذلك، لا تزال أدمغة المراهقين في مرحلة النضج، وهم غير قادرين تمامًا بعد على فهم المخاطر الحقيقية لتجربة الأعمال الخطيرة.
أثبتت الأبحاث البيولوجية أن أدمغة المراهقين، وخاصة قشرة الفص الجبهي، أو جزء صنع القرار والحكم في الدماغ، لم يتم تطويرها بشكل كامل، مما يحد من قدرتهم على النظر في جميع العوامل ذات الصلة في اتخاذ القرار السليم.
تضيف الدكتورة هيتيما: “هذا الجزء من الدماغ لا ينضج بشكل كامل حتى سن 25 تقريبًا”.
حكاية سعودية حصلت على رخصة خيّال.. ماذا تعلمت من الفروسية؟