قال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إن دستور المملكة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يعزز مبدأ الشورى وتتخذ من هذا قولاً فصلاً وعملاً في سياساتها وتحقيقاً لمستهدفاتها.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين، خلال كلمته في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، أن المملكة أرست ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل.
وعن خدمة الحجاج والمعتمرين أكد الملك سلمان، أن المملكة ستبذل كل ما في وسعها لمواصلة الجهود من أجل استمرار توفير سبل الراحة والتيسير لقاصدي الحرمين الشريفين، لافتَا إلى أن السعودية تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداما، حيث يستهدف النهج التنموي في المملكة صنع نهضة شاملة ومستدامة محورها وهدفها الإنسان.
وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن المستهدفات التي توليها الدولة الاهتمام والمتابعة صون الأمن وتعزيزه بمفهومه الشامل، مشددًا على حرص الدولة على دعم الخطط والبرامج التي تسهم في رفع نسبة التملك السكني للأسر السعودية وحصول المواطنين والمواطنات على خدمة ورعاية صحية متميزتين وزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل.
وواصل الملك سلمان كلمته مؤكدًا أن السعودية تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، لافتًا إلى أن المملكة تمضي بخطى متسارعة نحو مواجهة التحديات البيئية وفي مقدمتها التغيرّ المناخي مستهدفة الحياد الصفري للانبعاثات.
موقف المملكة من القضايا الدولية والإقليمية
وفيما يخص الشأن الدولي تطرق خادم الحرمين الشريفين، خلال كلمته في مجلس الشورى، إلى الشأن الدولي قائلًا إن المملكة كانت ولا تزال وسيطة للسلام ومنارة للإنسانية، وأنها ملتزمة بمساعدة الدول الأكثر احتياجاً والدول المتضررة من الكوارث.
وأشار الملك سلمان إلى أن إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي، بلغت ما يقارب مليارين وثمانمائة وتسعين مليون دولار
ودعا خادم الحرمين الشريفين، المجتمع الدولي في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات، إلى ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة، مشددًا على موقف بلاده الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية – الأوكرانية.
وشدد الملك سلمان على أن أمن منطقة الشرق الأوسط، واستقرارها يتطلب الإسراع لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، متمنيًا أن تؤدي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة تماشياً مع مبادرة المملكة، لإنهاء الأزمة في اليمن للوصول لحل سياسي شامل.
وعن الأزمة العراقية قال خادم الحرمين الشريفين، إن أمن العراق واستقراره، ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، كما جدد دعم بلاده للشعب السوداني الشقيق، ولكل جهد يسهم ويشجع الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها.
ولم تغفل كلمة الملك سلمان أي دولة عربية، فذهب للتأكيد على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سوريا واستقرارها وعروبتها، كما شدد على ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان، لافتًا إلى دعم المملكة لوقف إطلاق النار الكامل في ليبيا.
وتطرق خادم الحرمين الشريفين إلى الأزمة الأفغانية، مؤكدًا مواصلة المملكة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان والحرص على دعم أمنها وعدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية.
واختتم الملك سلمان كلمته بدعوة إيران إلى سرعة الوفاء بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.