في مثل هذا اليوم عام 1981، اغتالت يد الإرهاب الآثمة، الرئيس المصري الأسبق، محمد أنور السادات، في هذا التقرير نستعرض أبرز محطات حياته، من القرية في المنوفية، إلى الاغتيال عند النصب التذكاري لشهداء حرب السادس من أكتوبر، فيما عرف بحادثة المنصة.
نشأته
في قرية ميت أبو الكوم، بمحافظة المنوفية، في دلتا مصر، ولد محمد أنور السادات أو أنور السادات- كما عرف- في الخامس والعشرين من ديسمبر سنة ١٩١٨، لأب مصري وأم ذات أصول سودانية، وتلقى تعليمه الأول في كتَّاب القرية (مكتب لتحفيظ القرآن الكريم)، وظل يتلقى تعليمه هناك، نحو ست سنوات استطاع خلالها أن يحفظ القران الكريم كاملًا بأجزائه الثلاثين، ومن الكتّاب كانت محطته التالية مدرسة الأقباط الابتدائية بقرية طوخ دلكا القريبة من قريته حيث لم يكن بقريته في ذلك الوقت، أية مدارس للتعليم الابتدائي وتخرج فيها، حاصلًا على الشهادة الابتدائية، وعن هذه النشأة يصرح أنور السادات “إن السنين التي عشتها في القرية قبل أن أنتقل إلى المدينة، ستظل بخواطرها وذكرياتها زادًا يملأ نفسي ووجداني بالصفاء والإيمان فهناك تلقيت أول دروسي في الحياة …. تعلمتها على يد الأرض الطيبة السمحة، التي لا تبخل على الناس بالزرع والثمر، وتعلمتها من سماء قريتنا الصافية المشرقة، إنني أعتقد أنني لو تخليت عن الروح الريفية التي تسري في دمي، سوف أفشل تمامًا في حياتي”
بداية حياته السياسية
سنة ١٩٣٨تخرج السادات في الكلية الحربية وانضم إلى سلاح المشاة في مدينة الإسكندرية، وفى ذات العام نقل إلى مدينة “منقباد” حيث التقى لأول مره بالرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وانتقل فى بداية أكتوبر من عام ١٩٣٩ لسلاح الإشارة، وبسبب تواصله مع الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، قبض عليه وصدر في عام ١٩٤٢ النطق الملكي السامي بالاستغناء عنه، وتسريحه من الجيش، وبعدها اقتيد إلى سجن الأجانب ثم ممعتقل الزيتون بالقاهرة، حيث هرب عام 1944، واختبئ حتى العام 1945، ثم عاود الظهور بعدها إذ سقطت الأحكام العرفية وبذلك انتهى اعتقاله طبقًا للقانون.
المناصب التي تولاها بعد قيام ثورة يوليو عام 1952
مع قيام ثورة يوليو عام 1952 في مصر، كان السادات عضوا بمجلس قيادتها، وأذاع بيانها الأول في الإذاعة المصرية، وتولى عددًا من المناصب المهمة قبل أن يرأس جمهورية مصر العربية
– بين عامي 1953- 1956: تولى رئاسة تحرير صحيفتي الجمهورية والتحرير
– 1954: وزيرًا للدولة، وعضو محكمة الثورة
– 1955: الأمين العام للمؤتمر الإسلامي ثم رئيسًا له في أواخر العام
– 1957 حتى 1958: تولى منصب نائب رئيس مجلس الأمة
– 1960 حتى 1968: أنتخب السادات رئيسًا لمجلس الأمة في مصر
– 1969 حتى 1970: عين نائبًا للرئيس جمال عبد الناصر
رئاسة جمهورية مصر العربية
رأس السادات جمهورية مصر العربية، في الفترة ما بين عامي 1970 وحتى عام 1981، عقب وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، واتخذ في فترة حكمه العديد من القرارات الفارقة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، من بينها قرار خوض حرب أكتوبر المجيدة في السادس من أكتوبر عام 1973، وقرار زيارة الكنيست الإسرائيلي، وتوقيع اتفاقية سلام هي الأولى من نوعها مع الإسرائيليين، إضافة إلى التحول بالاقتصاد المصري من اقتصاد اشتراكي، إلى نظام السوق الحر، فيما عرف بالانفتاح
اغتيل السادات على يد مجموعة إرهابية متطرفة، أثناء عرض عسكري في السادس من أكتوبر عام 1981، أثناء احتفاله بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر.