منذ أكثر من خمسة قرون، بدأ تاريخ السعودية مع تأسيس الدرعية، على يد مانع المريدي، تحديدًا في عام 850 هـ / 1446 م لتصبح اللبنة الأولى، في جدار الدولة السعودية المستقر لمئات السنين. كيف بدأت الدولة السعودية وارتفعت شمسها بين أفول وإشراق؟ تاريخ طويل نسرده في هذا التقرير من العِلم.
مانع.. الجد المبادر
يُعد مانع بن ربيعة المريدي، الجد الأعلى للأسرة السعودية المالكة، ويعود نسبه إلى بني حنيفة من بكر بن وائل الربعية، وهي قبيلة عدنانية اتخذت من بلدة حجر اليمامة عاصمة إدارية واقتصادية، منذ عصر ما قبل الإسلام.
سكن “المريدي” منطقتين محليتين هما المليبيد وغصيبة، وعمّرهما مع أبنائه، فكان تعميره نواة لبلدة الدرعية في الشمال الغربي من الرياض، وجاء اسم الدرعية نسبة إلى الدروع، وهم من قبيلة بنو حنيفة. تربعت عائلة المريدي على حكم الدرعية، وبات زمام الأمور في يدها، وفكر ربيعة ابن الأمير مانع في توسعة رقعة البلدة، لكنه لم يحقق ما أراد، بخلاف ابنه موسي الذي نجح في ضم قريتا النعمية والوصيل.
الدولة السعودية الأولى
يظهر اسم الإمام محمد بن سعود في سجلات التاريخ باعتباره مؤسس الدولة السعودية الأولى، وذلك في عام 1139 هـ / 1727 م بعد قرون من تأسيس الدرعية العاصمة، وتعاقب على الدولة 3 حُكّام بعد الإمام المؤسس وهم:
– الإمام عبد العزيز بن محمد
– الإمام سعود بن عبدالعزيز
– الإمام عبدالله بن سعود
تمكن أئمة الدولة السعودية الأولى من القضاء على الفوضى في رقعة حُكمهم، بتوحيد معظم مناطق شبة الجزيرة العربية وتطبيق الشريعة الإسلامية في نواحي الحياة، وشيّدوا الكثير من المؤسسات و النظم الإدارية. انتهت الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ / 1818م بعد 94 عامًا؛ إثر حملات الدولة العثمانية، وكان آخرها حملة إبراهيم باشا التي هدمت الدرعية وكثير من البلدان من مناطق الدولة.
الدولة السعودية الثانية
لم يمر عامان فقط منذ غربت شمس الدولة السعودية حتى عاد القادة السعوديون لتولي زمام الأمور، فقد ظل الأهالي في البادية و الحاضرة على ولائهم لآل سعود، تقديرًا لمعاملتهم وقيادتهم الحكيمة، وكانت أولى المحاولات للاستعادة على يد الأمير مشاري بن سعود في الدرعية، لكن دولته لم تدم إلا بضعة أشهر فقط.
المحاولة الأنجح كانت للإمام تركي بن عبد الله ابن محمد بن سعود في عام 1240هـ / 1824م، وقد تمخضت عنها الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض، بنفس الاستقرار والإدارة التي عرفتها أسرة آل سعود، ومثل الدولة الأولى أتبع الإمام المؤسس ثلاثة من الأئمة:
– الإمام فيصل بن تركي
– الإمام عبدالله بن فيصل
– الإمام عبد الرحمن بن فيصل
وفي عام 1309 هـ / 1891 م غادر الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي الرياض، نتيجة الخلافات بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، بالإضافة لسيطرة محمد بن رشيد حاكم حائل على العاصمة، ما أدّى لانتهاء الدولة السعودية الثانية بعد 69 عامًا .
الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية)
في العام 1902 م / 1319 هـ عادت الرياض إلى حُكم آل سعود بعد استعادتها بواسطة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، الذي رجع بأسرته إليها ليبدأ عهدًا جديدًا من بناء الدولة رفقة أبنائه. وبعدها بسنوات من العمل، صدر الأمر الملكي بتوحيد البلاد وتسميتها “المملكة العربية السعودية”، ابتداءً من الخميس 21 من جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان) لتعمر المملكة 124 عامًا حتى الآن وتصبح أطول نظام ملكي عربي.
بعد وفاة الملك المؤسس رحمه الله، تولى بنيه قيادة الدولة، ليقطعوا شوطًا كبيرًا في ميادين الحضارة، وجاء ترتيبهم كالتالي:
– الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود
– الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
– الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود
– الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود
– الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
– خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود