عالم

منظمة العمل الدولية تكشف عدد ضحايا العبودية الحديثة في العالم اليوم

من الوباء إلى أزمة المناخ، قلبت الكوارث خلال السنوات الخمس الماضية الحياة اليومية رأساً على عقب، إذ يظهر تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة أن حالة عدم اليقين الاقتصادي في العديد من البلدان دفعت الملايين إلى العبودية الحديثة.

يُعتقد أن ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، هم ضحايا الزواج القسري والعمل القسري – بزيادة 25٪ عن آخر تقدير في عام 2016 – وذلك وفقًا للتقرير الذي نشرته أمس الاثنين منظمة العمل الدولية (ILO) و Walk Free والمنظمة الدولية للهجرة.

تشير العبودية الحديثة إلى العمل القسري والزواج القسري، عندما لا يستطيع شخص ما رفض الامتثال أو الهروب بسبب التهديدات والعنف والخداع، حيث أجرى الباحثون سلسلة من الاستطلاعات في أكثر من 180 دولة قبل الوصول إلى تلك النتائج.

ووفقًا للتقرير، تسببت الجائحة، والنزاعات المسلحة وأزمة المناخ، في “اضطراب غير مسبوق” في التوظيف والتعليم، مما أدى إلى زيادة الفقر والهجرة غير الآمنة والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ويقول التقرير إن قوانين أفضل وحماية قانونية أقوى ودعم أكبر للنساء والفتيات والضعفاء يمكن أن تقلل بشكل كبير من العبودية الحديثة أو تنهيها في يوم من الأيام.

النساء والفتيات المستضعفات

وقال التقرير إن ما يقدر بنحو 22 مليون امرأة وفتاة أجبروا على الزواج – بزيادة 43٪ عن أرقام عام 2016، مما يعرضهن بشكل أكبر لخطر الاستغلال الجنسي والعنف.

تنتشر ظاهرة الزواج القسري في آسيا والمحيط الهادئ، ولكن عندما تم أخذ حجم السكان في الاعتبار، وجد الباحثون أن الزواج القسري كان أكثر انتشارًا في الدول العربية.

وقال التقرير إن الجائحة أدت إلى تفاقم الدوافع الأساسية لجميع أشكال العبودية الحديثة ، بما في ذلك الزواج القسري”.

وفي بعض البلدان ، منعت عمليات الإغلاق العمال من كسب المال، ومع إغلاق المدارس، أرسلت بعض العائلات أطفالها للعمل للمساعدة في توفير الطعام، إذ شهدت العاصمة الهندية دلهي واحدة من أطول حالات إغلاق المدارس في العالم بسبب الوباء، مما أجبر أكثر من 4 ملايين طفل على الخروج من الفصول الدراسية لأكثر من 600 يوم.

ومن جانبه قال “شاهين ميستري”، مؤسس منظمة  Teach For India غير الربحية أن الجائحة تسببت في تسرب 10٪ من طلاب المدارس الحكومية بسبب الوباء وتأثيره الاقتصادي على الأسر الفقيرة.

وأضاف “ميستري” في حواره مع شبكة CNN :”لقد ارتفع زواج الأطفال، وارتفع العنف ضد الأطفال، بالإضافة إلى سوء التغذية خاصة أن العديد من أطفالنا يعتمدون على الوجبات المدرسية”.

الأطفال والعمل القسري

وزاد العمل الجبري بنسبة 11٪ إلى 28 مليون شخص منذ عام 2016 ، وفقًا للتقرير – وحوالي واحد من كل ثمانية أطفال ، مما يعطي القضية “إلحاحًا خاصًا”، بحسب التقرير.

كما أن أكثر من نصف الأطفال يتعرضون للاستغلال الجنسي التجاري، والذي ينطوي على جرائم الاتجار حيث يتمثل الشكل الأساسي للعمل القسري في الخدمات الجنسية.

ويشير التقرير إلى أن الأطفال يمكن أن يتعرضوا لأشكال قاسية من الإكراه وسوء المعاملة، بما في ذلك الاختطاف والتخدير والاحتجاز والخداع والتلاعب بالديون.

وأظهرت الأبحاث وجود اختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بالعمل الجبري، بما في ذلك الصناعات التي توظفهم وطبيعة الإكراه، إذ قال التقرير إن النساء اللائي يجبرن على العمل أكثر عرضة من الرجال لأداء الأعمال المنزلية، بينما من المرجح أن يكون الرجال في قطاع البناء.

وفي حين أن النساء أكثر عرضة للإكراه على العمل القسري من خلال سوء المعاملة وعدم الدفع، فمن المرجح أن يتلقى الرجال تهديدات عنيفة وغرامات مالية جائرة.

بالفيديو.. حفر مقابر جماعية لضحايا الزلزال في أفغانستان

عشرات الضحايا ومئات المنازل المتضررة.. ماذا يحدث في السودان؟

روسيا تواصل حربها على شركات التقنية الغربية.. مَن آخر ضحاياها؟