نجح الجيش الأوكراني أمس الأحد في استعادة مدينة إزيوم، والتي تقع بمقاطعة خاركوف، شرقي البلاد، بعد معارك عنيفة مع الجانب الروسي الذي كان يسيطر على هذه المنطقة الاستراتيجية، وهي الخطوة التي وصفها الكثير من الخبراء بالهامة التي قد تمثل ضربة قوية لبوتين، وتمهد الطريق نحو إفساد المخطط الروسي للسيطرة الكاملة على إقليم دونباس.
لماذا يعتقد الخبراء أن السيطرة على “إزيوم” ستفسد المخطط الروسي؟
تتمتع مدينة إزيوم بأهمية استراتيجية بالغة، بالرغم من صغر مساحتها فهي لا تتعدى 43 كيلومتراً مربعاً، وشهدت معارك شرسة بين الجانبين الروسي والأوكراني والتي وقعت في أيدي الروس في 1 أبريل الماضي، ولكن الجيش الأوكراني نجح أخيرًا في استعادتها، وهي خطوة فارقة حيث كانت تستخدمها موسكو كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية الهادفة للسيطرة على إقليم دونباس.
“إزيوم” هي بوابة دونباس في شرق أوكرانيا ومن هناك إلى البحر الأسود، إذ تقع على الحدود بين منطقتي خاركوف ودونيتسك، لذلك فهي تمثل للروس قاعدة لوجستية في غاية الحساسية.
إزيوم عند نقطة مهمة على طرق إمداد حملة روسيا العسكرية بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا، إذ تربطها شبكة سكك حديدية مع مدينة بلغورود في روسيا عبر مدينة كوبيانسك المجاورة، وتشكل تلك السكك الحديدية ممر موسكو اللوجستي الرئيسي الرابط بين روسيا وشرق أوكرانيا.
الجيش الأوكراني نجح خلال الأيام الماضية أيضًا في استعادة مدينة كوبيانسك، وهي خطوة لا تقل أهمية عن استعادة “إزيوم”، لأنها تعطل خط الإمدادات الروسية لشرق أوكرانيا، وبالتالي سيصبح الجنود الروس والذي يقدر عددهم بالآلاف على خط المواجهة بدون إمدادات وبالتالي ستتم محاصرتهم.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن التقدم الذي يحرزه الجيش الأوكراني يحرج روسيا، واصفة فقدان موسكو لمدينة “إزيوم”، بأسوأ تراجع عسكري لروسيا منذ تراجع قواتها من العاصمة “كييف” في مارس الماضي.
الوضع يتغير
ورجحت الصحيفة الأمريكية، أن تتعرض القوات الروسية لنكسة غير مسبوقة منذ بداية الحرب، بسبب نقص الإمدادات في شرق أوكرانيا.
ومن جانبه قال الخبير العسكري بمركز الأمن والتعاون الأوكراني، “فيرهي كوزان”، إن “إزيوم” هي القاعدة اللوجستية التي كان يعتمد عليها الجيش الروسي في معاركه للسيطرة على دونباس، لافتًا إلى أن عودتها إلى الجانب الأوكراني ستعزل الروس، وستخلق لهم الكثير من الأزمات على خط المواجهة.
وأوضح “كوزان”، في مقابلة أجراها مع صحيفة “ذا غارديان”، أن القوات الروسية قد تحاول تعزيز مواقع وحداتها القريبة من المدينة من خلال توفير المؤن والعتاد عبر الإسقاط الجوي من الطائرات.
ولفت الخبير العسكري الأوكراني إلى أن التشكيلات الروسية المسؤولة عن منطقة جنوب شرق خاركوف كانت تضم “جنوداً محترفين، وليسوا مرتزقة أو مجندين من دونباس”.
قانون جديد يمكنه زيادة أعداد الجيش الروسي.. كيف ذلك؟
شاهد كيف يمنع الجيش الأوكراني تقدم الروس في “دونتسك”
الرئيس الأوكراني يكشف حجم أراضي بلاده التي تحتلها روسيا الآن