رفعت مدينة فوتابا اليابانية أمر الإجلاء الذي فُرض عقب وقوع كارثة محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، ما سمح للسكان السابقين بالعودة إلى ديارهم.
وبعد مرور أكثر من عقد على الكارثة النووية، نستعيد ذكرى ما حدث في السطور التالية.
أكبر زلزال في اليابان
في 11 مارس 2011، تسبب أكبر زلزال تم تسجيله على الإطلاق في اليابان في دمار هائل، ودمر تسونامي الذي أعقب ذلك منطقة توهوكو في شمال شرق هونشو.
وتلقَّى مركز الحادثات والطوارئ التابع للوكالة معلوماتٍ من المركز الدولي للأمان الزلزالي عند الساعة 8:15 تقريباً بتوقيت فيينا بشأن زلزال بقوة 9.0 درجات بالقرب من الساحل الشرقي لجزيرة هونشو، جزيرة اليابان الرئيسية.
كارثة محطة فوكوشيما
علاوة على الدمار والخسائر في الأرواح، أدى الزلزال إلى كارثة نووية في محطة فوكوشيما دايتشي النووية، التي تعتبر ثاني أسوأ كارثة نووية في التاريخ، مما أجبر 465 ألف شخص على الإجلاء، وتسببت في خسائر اقتصادية بقيمة 360 مليار دولار وزيادة مستويات الإشعاع في طوكيو على بعد 140 ميلًا.
خلال حالة الطوارئ، أغلق كل من المفاعلات النووية الثلاثة العاملة في محطة فوكوشيما بنجاح، لكن أنظمة الطاقة الاحتياطية والتبريد فشلت، مما تسبب في ذوبان قضبان الوقود في جميع المفاعلات الثلاثة جزئيًا.
انفجرت المنشآت التي يقع فيها المفاعلان 1 و3 في 12 و14 مارس على التوالي، مما دفع الحكومة إلى إجلاء الجميع داخل دائرة نصف قطرها 20 كيلومترًا، وأدى انفجار آخر في المبنى الذي يضم المفاعل 2 في 15 مارس إلى إطلاق المزيد من الإشعاع، وغادر آلاف الأشخاص منازلهم بينما استخدم العمال المروحيات وخراطيم المياه ومضخات مياه البحر في محاولة لتبريد منشأ ارتفاع درجة الحرارة.
معاينة الأضرار
في الأيام الأولى التي أعقبت الحادث، أنشأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فرقًا لتقييم عناصر الأمان النووي الرئيسية وتقييم المستويات الإشعاعية.
واستعرضت مختبرات الوكالة البيانات البيئية التي قدَّمتها السلطات اليابانية بشأن رصد البيئة البحرية وتلقَّت أيضًا عيّنات من البيئة الأرضية لتحليلها بشكل مستقل لفحص المستويات الإشعاعية وتقييمها. ونشرت الوكالة تحديثات يومية لدولها الأعضاء والجمهور على موقع الوكالة على الإنترنت لتقديم معلومات عن الإجراءات المتَّخذة بعد وقوع الحادث.
وبحلول سبتمبر 2011، أعدَّت الوكالة خطة عمل بشأن الأمان النووي، أقرَّتها الدول الأعضاء بالوكالة، وقد حدَّدت الخطة برنامجَ عمل لتعزيز الإطار العالمي للأمان النووي في إطار الاستجابة للحادث، كما تمَّ القيام بقدر كبير من العمل في جميع أنحاء العالم لتعزيز الأمان النووي.
مبادرات بعد الكارثة
استُحدثت العديد من تحسينات الأمان، من خلال مبادرات الاختبارات الأوروبية لقياس التحمُّل، واعتماد إعلان فيينا بشأن الأمان النووي وفق أهداف اتفاقية الأمان النووي، فضلاً عن العديد من المبادرات الوطنية والإقليمية.
واصلت الوكالة جهودها لتنفيذ خطة العمل، وتناولت أسبابَ الحادث وعواقبه، بالإضافة إلى الدروس المستفادة.
وقادت الوكالة 5 بعثات منذ عام 2013؛ لاستعراض خريطة الطريق متوسطة وطويلة الأجل نحو إخراج محطة فوكوشيما داييتشي للقوى النووية من الخدمة.
في أعقاب الحادث، وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهجًا جديدًا واستحدثت تقنيات مبتكرة لإعادة التحقق مِن أن المواد النووية المستعادة لا تُحرَّف صوبَ أغراض عسكرية عندما تصبح متاحةً.
بعد فرضه في العراق.. ما هو التاريخ السيئ لحظر التجوال؟
في اليوم الدولي لمناهضتها.. هذه أشهر التجارب النووية في التاريخ