أحداث جارية اقتصاد سياسة عالم

بعد فرض عقوبات بريطانية على ميانمار.. هل تعتبر العقوبات الدولية مؤثرة؟

العقوبات الدولية مصطلح نسمعه كثيرًا في نشرات الأخبار، حظر على بيع الأسلحة، منع السفر، حصار تجاري، عقوبات تُعلن وتتسارع ضد دول مختلفة، وغالبًا ما يتم فرضها من قبل المؤسسات الدولية أو بعض الدول الكبرى تجاه دول أخرى لأسباب مختلفة.

قائمة الدول التي تعاني من فرض العقوبات الدولية عليها تطول وآخرها ميانمار، إذ أعلنت بريطانيا فرض عقوبات جديدة عليها على خلفية احتجاز ” فيكي بومان” السفيرة البريطانية السابقة لديها، وذلك وفقًا لما أكده مصدر دبلوماسي لوكالة “فرانس برس” اليوم الخميس.

وبالنظر إلى مسألة العقوبات الدولية سنجد سؤالًا يطرح نفسه، هل يوجد تأثير حقيقي للعقوبات الدولية؟ خاصة في ظل فرضها على عدة دول في حالات مختلفة، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية، وفقًا لما جاء في تقرير المعهد الألماني للدراسات الدولية والإقليمية.

حجم الأهداف المحققة

قائمة الدول المعاقبة طويلة، فالأمم المتحدة تفرض عقوباتها على 14 دولة، بينما يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 35 دولة، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتعاقب 38 دولة ومنظمة.

ويشير التقرير الصادر عن المعهد الألماني للدراسات الدولية والإقليمية Giga، إلى أن حوالي نصف العقوبات قد حققت أهدافها بالفعل وذلك من خلال تقديم الأطراف الخاضعة للعقوبات، لبعض التنازلات مما  يعني أن العقوبات أداة صناعة سلام متناقضة ومثلها مثل التدخلات العسكرية، يجب أن تدمج في استراتيجية سياسية، دبلوماسية واقتصادية شاملة.

تأثير العقوبات الدولية

وسلط التقرير الضوء على بعض النجاحات البارزة لمسألة العقوبات، مثل إنهاء برنامج الأسلحة النووية الليبي (عقوبات 1978-2006)، وإجراءات مكافحة الفساد ضد بلغاريا (2007-2009) وعقوبات الأمم المتحدة على الحرب الأهلية في ساحل العاج (2003-2016)، بالإضافة إلى أبرز نماذج نجاح العقوبات، وهي تلك التي تم فرضها في التسعينيات على نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا.

ومن جانبه استعرض موقع “DW” بعض النماذج لدول فرضت عليها عقوبات، ومدى تأثير العقوبات على قراراتها.

تركيا

تأثير العقوبات الدولية

فرض الاتحاد الأوروبي، حزمة من العقوبات على تركيا، وذلك في 14 أكتوبر 2019، بعد قيام أنقرة بالتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص على البحر المتوسط، وشملت العقوبات منع من السفر مع تجميد بعض الأصول لبعض الشخصيات البارزة في الشركات التركية التي تعمل في إنتاج الغاز الطبيعي.

وتعاني أنقرة أيضًا من حزمة عقوبات أمريكية فرضتها عليها واشنطن في ديسمبر 2020، وذلك على الرغم من شراكتهما في حلف “الناتو”، بسبب قيام تركيا بشراء معدات عسكرية من شركة روسوبورون إكسبورت الحكومية الروسية لتصدير الأسلحة.

العقوبات التي فُرضت على تركيا أضرتها بالطبع، بل وفاقمت أزمتها الاقتصادية، لكنها في النهاية لم تفلح في إثناء الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، عن قراراته.

فنزويلا

يعاني نظام الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، من سلسلة طويلة من العقوبات التي فرضتها عليه عدة دول أبرزها أمريكا وكندا والمكسيك وبنما وسويسرا.

فرضت واشنطن على فنزويلا، عقوبات واسعة النطاق منذ عام 2015، ولكن العقوبات الأبرز هي التي فرضتها على شركة “PDVSA” للنفط في عام 2019، ولكنها خففت مؤخرًا تلك القيود على خلفية أزمة الطاقة الحالية.

تواجه فنزويلا أيضًا عقوبات أوروبية منذ نوفمبر 2017؛ بسبب بعض الانتهاكات فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

في المجمل، العقوبات الدولية على “كراكاس” جعلتها تعاني من العزلة الدولية، ولكنها دفعتها للاعتماد أكثر على روسيا والصين، وبالتالي لم تحقق العقوبات التغيير المرجو من النظام الفنزويلي.

إيران

تعتبر طهران من أكثر الدول المفروض عليها عقوبات دولية، حول العالم، وذلك على خلفية الممارسات النووية التي تثير المخاوف الدولية، بجانب دعمها للعديد من الممارسات الداعمة للإرهاب.

العقوبات على إيران ضخمة، ولكن تستجيب طهران في بعض الأحيان للضغوط، وهو ما دفع الأمم المتحدة لرفع العقوبات عنها على خطوتين، الأولى في يناير 2016 بعد التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي  مع دول 5+1، التي تضم الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى، والخطوة الثانية كانت في أكتوبر 2020 عندما تم رفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الأمم المتحدة.

بالرغم من رفع بعض العقوبات عن إيران، ولكنها مازالت تعاني من عقوبات أخرى من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع بعض العقوبات الأمريكية المعقدة التي مازالت سارية، لذلك يمكن القول أن العقوبات على إيران تعتبر ناجعة حتى الآن.

لماذا قررت روسيا مغادرة محطة الفضاء الدولية بعد 2024؟

روسيا تهدد بورقة الفضاء للخروج من مأزق العقوبات

أبرز العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب غزو أوكرانيا