أحداث جارية سياسة عالم

ما سر إصرار روسيا على السيطرة على زابوريجيا الأوكرانية؟.. التاريخ يجيب

أكبر محطة للطاقة النووية

تتهم أوكرانيا روسيا بالعمل على فصل الكهرباء عن محطة زابوريجيا – أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، لتشعل المخاوف من اندلاع كارثة نووية في المنطقة ربما تتجاوز خسائرها التوقعات.

وتأتي هذه الاتهامات استكمالاً للصراع على المحطة التي يعتبرها محللون أنها بوابة السيطرة على جنوب ووسط أوكرانيا.

إلا أن المنطقة لها بعد تاريخي خاص يشعل الصراع الروسي الأوكراني، ويجعل موسكو أكثر إصراراً على السيطرة عليها.

قال المؤرخون قديماً إن زابوريجيا مَن يسيطر عليها يمكنه السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل بل ويفتح الطريق نحو روسيا.

ويعود الصراع في المنطقة إلى عهود قديمة، فهي تقوم اليوم مكان أول وجود في التاريخ القديم على ضفاف نهر دنيبر يعود إلى العصر الحجري الأوسط.

وتأسست رسمياً حوالي عام 1770 مع إقامة قلعة ألكسندر، لكن بها شواهد ترجع إلى الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع بورفيروجنيتوس.

بدأ التواجد الروسي في المنطقة في القرن السادس عشر ، حيث أسس أمير فولين دميتري فيشنفيتسكي قلعة خشبية وترابية.

فيما تشكلت مقاطعة نوفوروسيسك التي تحولت داخل حدودها إلى منطقة زابوريجيا الحديثة بأكملها في عام 1764.

وفي عام 1768 بدأت الحرب ضد الدولة العثمانية أصبح من الضروري حماية الحدود الجنوبية للمقاطعة.

أما في عام 1770، قررت الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية بناء 7 قلاع من متحدرات دنيبر إلى بحر آزوف، بهدف حماية المنطقة من هجمات التتار، ولتعزيز سيطرة الإمبراطورية الروسية على أراضي مناطق الجنوب الأوكراني حالياً.

شهدت المنطقة تحولاً جديداً في عام 1806 حين توسعت قلعة ألكسندر لتصبح بلدة ألكسندروفسك في مقاطعة يكاترينوسلاف، واختير لها برلمان وأنشئ مكتب بريد.

وبلغ عدد سكان المدينة بحسب تعداد عام 1897 نحو 20 ألف نسمة، نصفهم أوكرانيين، ثم اليهود، وفي المرتبة الثالثة الروس بأعداد وصلت إلى 4600 شخص.

تحولت مدينة ألكسندروفسك إلى زابوريجيا في عام 1921، لتصبح اليوم أهم المراكز الإدارية والصناعية والثقافية في جنوب أوكرانيا، حيث تعتبر رابع أكبر مركز صناعي في أوكرانيا مع تطور صناعات الهندسة الميكانيكية والتعدين والصناعات الكيماوية والبناء..

وفي أحدث تعداد أجرته مراكز روسيا العام الجاري، سجل عدد السكان نحو 700 ألف نسمة، 75% منهم أوكرانيين بينما الربع الباقي من الروس.

كل ذلك يمكن أن ينقل صورة أوضح للبعد التاريخي للصراع الروسي على المنطقة الأوكرانية فهي تعيد ذكرى فتوحات الإمبراطورة كاترين الثانية التي استولت على القرم ووسعت حدود الإمبراطورية الروسية حول شبه الجزيرة لتؤمنها.

كلب آلي يحمل الصواريخ.. روسيا تستعرض سلاحًا جديدًا

سيناريوهات كارثية.. ماذا لو نشبت حرب نووية بين أمريكا وروسيا؟

بسبب أفعالها.. عودة “الروسوفوبيا” أو نمو كراهية روسيا للواجهة