صحة

كيف يقودنا التفكير السلبي إلى أضرار عقلية وكيف نواجهه؟

يُقدِّر البعض الأسوأ دائمًا فيما يخص انتظار شيء جديد، مثل التقدم لوظيفة جديدة، وسرعان ما يتخيلون رفضهم ويتطور الأمر إلى الشعور بالفشل مع استمرار التفكير السلبي.

التفكير بهذه الطريقة يزيد من احتمالية الإصابة بالتهويل.. وهي عادة ذهنية تجعل الناس يبالغون في تقدير فرص التعرض لمكروه، ويغالون في العواقب السلبية المحتملة لذلك السيناريو.

أضرار التهويل على الصحة العقلية

تشير الأبحاث إلى أن التهويل يمكن أن يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العقلية، وقد يؤدي أيضًا إلى تضخيم مشاعر الضيق والتعاسة المصاحبة لحالات مثل الألم المزمن.

تظهر الأبحاث أن التهويل والتفكير السلبي المبالغ فيه يسهم بشكل خطير في حالات القلق المرضي، التفكير في أن الشخص سيُقال من وظيفته مثلًا والتهويل في ذلك لن يساعده مطلقًا بقدر ما قد تصل المخاوف إلى حد عدم قدرته على تأدية وظيفته من الأساس، وفقًا للدكتور باتريك كيلان، المعالج المتخصص في الطب النفسي.

يدخل هؤلاء في دوامة من التفكير السلبي الذي قد يؤدي إلى نوبة هلع، بسبب التشويه الإدراكي، كل هذا يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض العقلية الأخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة والوسواس القهري، وحتى أنواع معينة من الذهان.

مضاعفات جسدية للتفكير بسلبية

من الممكن أن يؤدي التفكير التهويلي إلى مفاقمة الشعور بالألم الجسدي. في هذه الحالة، قد يتصور الشخص أن الآلام الجسدية التي يعاني منها لن تتوقف أبدًا، أو قد يفكر في سببها.

ربما تفترض أن ألم الرأس الشديد يعني أنك مصاب بسرطان المخ، على سبيل المثال. تشير التجارب إلى أن هذا النوع من التفكير يضخم عملية إصدار إشارات الألم في المخ، ومن ثم يكون الشعور به أشد وطأة ويستغرق وقتا أطول. وكتبت عالمتا المخ، بِث دارنال من جامعة ستانفورد ولوانا كولوكا من جامعة ماريلاند في ورقة علمية نشرتاها مؤخرا أن التفكير السلبي يشبه “التقاط علبة بنزين وصبها على النار”.

مواجهة التفكير السلبي

الوعي أمر في غاية الأهمية لمواجهة التفكير التهويلي، لذلك يجب إدراك أن العقل بدأ ينجرف باتجاه ثقب أسود من التفكير السلبي، إضافة إلى مواجهة النفس بالأسئلة المبالغ فيها التي تزحم عقلك دون جدوى، ما الأسباب التي تدفعك إلى اعتقاد أنك ستفشل بشكل تلقائي؟ وما التفسيرات الأخرى التي يمكن أن تعطيها للموقف بناء على المعطيات المتاحة لك؟

الهدف هو تكوين رؤية أكثر توازنًا للمواقف استنادًا إلى المعطيات المتاحة، يقول كيلان: “استخدام هذه الوسائل باستمرار عادة ما يؤدي إلى تخفيض القلق والتوتر لدى الشخص إلى مستويات يمكن السيطرة عليها، مقارنة بالمستويات المرتفعة الناتجة عن التفكير التهويلي”.

تفكيك أفكارك بهذه الطريقة ربما يكون صعبًا في البداية، ولكنه عادة يزداد سهولة مع الممارسة. دوّن عدد المرات التي سارعت فيها إلى توقع أسوأ نتيجة ممكنة، ثم جاءت النتيجة الفعلية أفضل بكثير مما كنت تظن. بهذه الطريقة، سوف ترى كم مرة تسبب لك تهويل النتائج في مخاوف أنت في غنى عنها. تذكُّر هذه الحقيقة من الممكن أن تمنحك المزيد من التطمينات في المرة التالية التي تشعر فيها بإغراء السقوط في هاوية الأفكار السوداوية.

5 أفكار لروتين صباحي للسعادة وزيادة الإنتاجية

كيف نحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟.. نصائح ضرورية

أخطاء يفعلها الآباء تجعلهم أكثر عرضة لتربية أطفال نرجسيين