أحيا الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين“، جائزة من زمن الحقبة السوفيتية، للنساء اللاتي تنجبن 10 أطفال أو أكثر في الوقت الذي تواجه فيه روسيا أزمة ديموغرافية تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
تاريخ الجائزة
أعاد “بوتين” الجائزة التي قدمها لأول مرة الزعيم السوفيتي “جوزيف ستالين”، والتي صُممت لتشجيع النساء على إنجاب المزيد من الأطفال، حسبما ذكرت صحيفة “موسكو تايمز”، وتأتي هذه الأخبار مع انخفاض عدد سكان روسيا وتكبد جيشها خسائر فادحة في أوكرانيا.
أسس ستالين جائزة “البطلة الأم” في عام 1944، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما فقد الاتحاد السوفيتي ما يقدر بنحو 26 مليون شخص.
أما الآن فمن المقرر أن يتم منح اللقب للنساء اللواتي يلدن 10 أطفال أو أكثر، وأوضحت “موسكو تايمز”، أنه وفقًا لمرسوم وقعه بوتين يوم الإثنين الماضي، ستمنح الأمهات مكافأة قدرها مليون روبل (حوالي 16 ألف دولار) بعد أن يبلغ الطفل العاشر عامه الأول.
تراجع ملحوظ
يذكر أن روسيا تشهد انخفاضًا ملحوظًا في التعداد السكاني منذ عقود، ويبدو أن هذا الاتجاه قد ازداد سوءًا في السنوات الأخيرة.
بين يناير ومايو، تقلص عدد السكان الروس بمعدل قياسي بلغ 86 ألف شخص شهريًا، حسبما ذكرت صحيفة موسكو تايمز في يوليو الماضي، نقلاً عن وكالة الإحصاء الحكومية Rosstat بين أكتوبر 2020 وسبتمبر 2021 ، انخفض عدد السكان الروس بمقدار 997 ألف نسمة ، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى فيروس كورونا، وفقًا لتحليل أجراه عالم الديموغرافيا أليكسي راكشا.
عندما سقط الاتحاد السوفياتي في عام 1991، كان عدد سكان روسيا حوالي 148.3 مليون نسمة حسب البنك الدولي، في عام 2022، بلغ 145.1 مليون، حسبما ذكرت صحيفة “التايمز” الشهر الماضي.
وفي هذا السياق سبق وذكر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، إن تضاؤل عدد سكان روسيا “يطارده”.
مرسوم إحياء الجائزة، الذي جاء بعد خطوة سابقة لتكريم الأمهات اللواتي لديهن أكثر من سبعة أطفال، لم يشر إلى الحرب في أوكرانيا، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، لكن التوقيت جدير بالملاحظة بالنظر إلى الخسائر الروسية.
مقتل 80 ألف روسي
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في وقت سابق من الشهر الجاري إنها قدرت أن ما يقرب من 80 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في أوكرانيا منذ أن شنت موسكو الحرب في أواخر فبراير الماضي.
وقال كولين كال، وكيل وزارة الدفاع للسياسة، إن الرقم ” كبير للغاية بالنظر إلى أن الروس لم يحققوا أيًا من أهداف فلاديمير “بوتين” في الحرب”.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن روسيا فشلت في الاستيلاء على كييف في الأيام الأولى للحرب، ومنذ ذلك الحين ركزت الكثير من طاقتها على منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا.
لم يحرز الجيش الروسي سوى تقدم تدريجي في الأشهر الأخيرة، وهناك دلائل على أن أوكرانيا تبدأ أو على وشك شن هجوم مضاد في الجنوب، إذ تُشير التقارير الأخيرة إلى أن أوكرانيا كانت وراء سلسلة من الهجمات خلال الأسبوع الماضي على منشآت عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، وهي منطقة كان يُعتقد في السابق أنها بعيدة عن متناول القوات الأوكرانية.
شاهد.. هل يقضي “بوتين” عطلته أثناء الحرب؟
إلى أين يذهب بوتين في أولى رحلاته الخارجية منذ غزو أوكرانيا؟
يتباهى بها بوتين.. ما هي منظومة “بوك إم 3” التي تستخدمها روسيا ضد أوكرانيا؟