غير مصنف

جبل القارة.. قمة رهيبة تطل على تاريخ الأنبياء والأحساء

جبل القارة.. قمة تطل على تاريخ الأنبياء والأحساء
جبل القارة.. قمة تطل على تاريخ الأنبياء والأحساء

السعودية مليئة بالأماكن الفريدة، وحين تصعد إلى جبل القارة، ستندهش عينيك برؤية أكبر واحة في العالم، تلك التي لعبت دورًا أساسيًا في نمو محافظة الأحساء عبر العصور، كما ستسمع خلال صعودك إلى قمة الجبل صوت الأرياح المصفرة، بينما ترمق المناطق الخضراء الناتجة عن غدران الماء التي اشتهرت بها المحافظة، لهذا تُسمى الهفوف – المدينة الرئيسية في المنطقة – بـ ”مدينة الريح المصفرة”

لنأخذ جولة مع جبل القارة، ذلك التحفة الجيولوجية والسياحية.

القمة بانتظارك

جبل القارة
جبل القارة

على مسافة 25 كلم شرق مدينة الهفوف، تقع قرية القارة باتجاه متنزه الأحساء الوطني، حيث يظهر الجبل من بعيد قبل بلوغه، بارتفاع 205 متر فوق مستوى البحر و75 متر فوق مستوى الشارع، ما يعني أن الجهد المطلوب للوصول إلى القمة ليس كبيرًا، رغم الحذر الكبير اللازم عند التسلق.

من الأفضل وجود خبير بالمنطقة، ليقود الطريق بشكل آمن ويختار الدروب الأفضل، بالإضافة إلى إمكانية سؤال موظفي المتنزّه.

مغارات ومغامرات

يستقر جبل القارة على الطرف الشرقي لهضبة شدقم، التي تعتبر همزة الوصل بين العراق والكويت شمالًا، والربع الخالي جنوبًا، وقد نتجت شبكة منحنياته ومغاراته عن التجوية أو التعرية، إذ ينحت المطر والنهر في الصخر، وليس بسبب المياه الجوفية، فأصبحت الصخور مشابهة لشكل الفطر،  والمغارات، والممرات الضيقة.

خلال السير بين أخاديد الجبل الضيقة وزواياها، ربما يلاحظ الأطفال أشكالًا تشابه وجوهًا بشرية! تحديدًا على جدران المغارات، ما يجعلها أشبه بلعبة ممتعة للكبار قبل الصغار.

تتمتع المغارات بالجو المعتدل، بسبب جدرانها العالية من الحجر الجيري البارد، والنسمة الخفيفة القادمة من الخارج، هذا ما جعلها باردة صيفًا ودافئة شتاءً، بل هو سبب شعبيتها كوجهة سياحية طوال العام، بالإضافة إلى أنها مكان مثالي لمراقبة الطيور كالوروار، والهدهد، والعندليب، والبلبل خلال موسم الهجرة.

النخلات.. تاريخ

فوق قمة الجبل، تتبدى واحة ذات لون زمردي، تمتد على 160 كم مربعًا، مُحاطة برمال الصحراء، معظم أشجار النخيل بالمحافظة في داخلها، والتي يُقدّر عددها بنحو 3 ملايين نخلة. إنها سر الحياة في القرى خلال العصور.

الآثار الأحسائية المُكتشفة بالمنطقة يعود تاريخها إلى نحو 5000 سنة قبل الميلاد، فهذه الحضارة ازدهرت فيما قبل الإسلام، بفضل النخيل، والثمار، والمستودعات الطبيعية من المياه العذبة الجارية تحت الواحة.

لقد تعلّم الإنسان التعاون مع الطبيعة بدلا من أن يحاربها، فالنخلات في هذه القرى كانت بمثابة مصدات للرياح والغبار، غير إنتاج 5 أطنان من أجود أنواع تمور الخلاص يوميًا.

آثار الأنبياء 

يعرض متحف “أرض الحضارات” قصصًا مشوقة من تاريخ المنطقة، ومن بينها حكايات أسطورية عن دور جبل القارة في حياة ملوك ديلمون والنبي إبراهيم عليه السلام، كما يوجد عدد من الهياكل المنحوتة خارج المتحف، وتروي تاريخ الحضارات ابتداءً من قصة النبي آدم عليه السلام، بل ويوفر المتحف الكثير من المعلومات عن إنجازات الأحساء في الزراعة والسقي.

يفتح المجمع أبوابه من الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 9 مساءً في أيام الأسبوع، ومن الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 10 مساءً في نهاية الأسبوع. سعر الدخول 50 ريالًا سعوديًا (تقريبًا 13.32 دولارًا أمريكيًا)، وفي المنتزه مسجد، ومقهى، ومتجر للهدايا، ويمكن الدخول بالكرسي المتحرك في العديد من الأماكن.

من الأفضل للزوار إحضار النظارات الشمسية، بالرغم من الجو المعتدل الموجود داخل المغارات، إلا أن المناطق المظللة في المنتزه محدودة، كما أن الصخر يعكس ضوء الشمس مما ينتج عنه هالة بيضاء حول الجبل تضاف إلى سحره، وفي الفترة الأخيرة تم أعمال تركيب الإضاءات وجسر المشاة، لجعل زيارة المغارات مريحة لكل ضيوف المنتزه.

استغرق تشكيله مئات السنين.. ماذا سيحدث للجليد فوق أعلى القمم الجبلية؟

صور| جبل على شكل وجه إنسان منسوب لليمن.. ما حقيقة ذلك؟

بدر شهر رمضان من قمة جبل الشفاء.. لقطات تبرز روعة القمر