عندما يتعلق الأمر بالبكاء، فليس كل الدموع متشابهة، وتختلف أنواع الدموع وكذلك الأدوار التي تؤديها، فالدموع الأساسية تحافظ على العينين من الجفاف، والدموع الانعكاسية تفرز بسبب العوامل الخارجية كالغبار وتقطيع البصل، ثم هناك دموع عاطفية، تنجم عادة عن الغضب أو الفرح أو الحزن.
لكن بغض النظر عن شعورك حيال البكاء، تظل الحقيقة أن ذرف الدموع أمر طبيعي، وقد يحدث لعدة أسباب، نذكرها في هذا الموضوع.
الحصول على مساعدة
إذا كنت تشعر بعدم القدرة على طلب المساعدة مباشرة، يمكن لدموعك أن تنقل هذا الطلب بدون كلمات، وهذا لا يعني أنك تبكي عن قصد – إنها استجابة جسدية لا يستطيع معظم الناس التحكم فيها بسهولة.
هذه الفكرة مدعومة بدراسة صغيرة عام 2013، حيث نظر المشاركون إلى صور وجوه حزينة ومحايدة، مرة بالدموع وأخرى بدون دموع، وأشاروا إلى أن الأشخاص الذين يبكون بدا على وجوههم أنهم بحاجة إلى دعم أكبر من أولئك الذين ليس لديهم دموع.
وأشار بحث في عام 2016 إلى أن الناس غالبًا ما يبدون أكثر قبولًا وسلمية من عدوانيتهم عندما يبكون، وقد يساعد هذا في تفسير رغبتك في تقديم الدعم لشخص ما في حالة من البكاء، حتى لو كان تعبيره الأساسي لا يوحي بالضرورة بالحزن.
تسكين الآلام
الصدمة المفاجئة للألم الشديد قد تجلب بعض الدموع لعينيك، ونلجأ للبكاء عندما لا يكون لدينا أي شيء آخر يخفف من الألم.
والألم الشديد الذي يجعلك تبكي يجعل جسمك يفرز الإندورفين والأوكسيتوسين، وتساعد هذه المواد الكيميائية الطبيعية في تخفيف الضغط العاطفي جنبًا إلى جنب مع الألم الجسدي.
تقوية الروابط الاجتماعية
البكاء يضعك في موقف ضعف، وقد يؤدي التعبير عن نقاط ضعفك إلى تعاطف الآخرين وتعزيز الترابط الاجتماعي.
يحتاج معظم الناس على الأقل إلى بعض الدعم من الآخرين، وتصبح هذه الروابط أكثر أهمية في أوقات الضعف.
معالجة المشاعر
عندما تصبح المشاعر شديدة لدرجة أنك لا تعرف كيفية التعامل معها، يمكن أن يكون البكاء أحد الطرق للتعبير عنها والحصول على الراحة.
لا يخفى على أحد أن الألم العاطفي يمكن أن يسبب حزنًا عميقًا، لذا فإن الشعور الغامر بالحزن أو الذنب أو القلق يمكن أن يجلب البكاء بالتأكيد.
إذا شعرت بالبكاء من قبل، فستعرف أنه حتى المشاعر التي تعتبر إيجابية عادةً، مثل الحب والرهبة والفرح والشوق والامتنان، يمكن أن تجعلك تبكي.
يعتقد الخبراء أن هذه الدموع السعيدة قد تساعدك على التعامل مع المشاعر الشديدة وتنظيمها.
التعاطف
مثلما قد تثير دموعك القلق والدعم من الآخرين، قد تشعر أنت نفسك بالتعاطف عندما ترى دموع شخص آخر، وقد تبكي عندما تشاهد آلامهم.
البكاء كرد فعل على ألم شخص آخر ليس بالأمر السيئ، بل يعني هذا أنك شخص متعاطف.
ما الأسباب النفسية التي تدفعنا لاستخدام فلاتر الوجه؟
