بعد الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، “نانسي بيلوسي” إلى تايوان ، تراجعت العلاقات بين “تايبيه” و”بكين”، بصرف النظر عن العدد المتزايد من التدريبات العسكرية قبالة سواحل تايوان التي تثير المخاوف من تصعيد الصراع المستمر منذ فترة طويلة، حيث أوقفت جمهورية الصين الشعبية أيضًا، إلى حد ما، التجارة مع تايوان، في حين أنه من غير المرجح أن يصبح فرض حظر على استيراد بعض الفواكه والأسماك التايوانية مصدرًا للتوترات العالمية، فإن وقف تصدير الصين للرمال الطبيعية، وهو مورد أساسي لتصنيع أشباه الموصلات، قد يكون أمرًا مدمرًا لعدة دول على رأسها الولايات المتحدة.
أمريكا في الصدارة
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة كومتريد والخاصة بعام 2021، فإن 62% من إجمالي حجم التجارة للولايات المتحدة مع تايوان والتي تبلغ 105.7 مليار دولار، هي صادرات من “تايبيه” إلى واشنطن، وتندرج غالبية هذه السلع في قطاع تقنية المعلومات والإلكترونيات، مع شركات مثل Apple، حيث تعتمد شركتا Qualcomm وNVIDIA على الرقائق المصنعة في مسابك أشباه الموصلات واسعة النطاق في تايوان.
بعد الحرب في أوكرانيا وتأثير جائحة كورونا، يمكن أن يصبح حظر الرمال في الصين عاملاً إضافيًا يزيد من أزمة النقص المستمر في الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات.
الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تستفيد من الصادرات التايوانية، حيث تعد ألمانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية واليابان شركاء تجاريين رئيسيين لتايوان في أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وأوقيانوسيا على التوالي.
ألمانيا ثانية
تعتمد ألمانيا واليابان بشكل خاص على الصناعة التايوانية، حيث استحوذت الصادرات على 40% من 21 مليار دولار في التجارة مع الدولة الأوروبية، و34% من حجم التجارة اليابانية التايوانية البالغة 86 مليار دولار.
ترجع التوترات بين الصين وتايوان، إلى مسألة الاستقلال التي لم يتم حلها حتى الآن، فبعد نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949 ، انسحب أنصار الكومينتانغ إلى الجزيرة، وأعلنوا دولتهم من هناك، بينما استقر الشيوعيون في البر الصيني وأعلنوا قيام جمهورية الصين الشعبية، بينما تم تجاهل دور الشعوب الأصلية في تايوان إلى حد كبير في هذه المعادلة، حيث تم الاعتراف رسميًا بـ 16 منهم كأقليات عرقية، بالرغم من أنهم عانوا كثيرًا لمقاومة الاستعمار الهولندي والإسباني والياباني، ما زالوا يشكلون حوالي 2.4٪ من السكان في الجزيرة حتى عام 2019.
التجارة الدولية في السعودية ترتفع إلى مستوى قياسي
بينهم دولة عربية.. ما هي أكثر الدول التي تعتمد على روسيا في التجارة؟