أحداث جارية

عامان على انفجار مرفأ بيروت.. كيف تغير وجه العاصمة اللبنانية؟

في الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، الذي دمر جزءاً هائلاً من المدينة، نستعرض بالصور، كيف تغير وجه العاصمة اللبنانية خلال عامين، وتحديداً قبل بدء الأزمة الاقتصادية الحادة في العام 2019 وبعدها، مروراً بالحدث الذي يعتقد أنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.

ما ترتب على الانفجار

أسفر الانفجار الذي وقع في الميناء، حيث تم تخزين 2750 طنا من نترات الأمونيوم لسنوات، عن مقتل 224 شخصا، وإصابة 6000 آخرين، وتشريد نحو 300 ألف شخص.

ولا تزال تفاصيل أسباب الانفجار الذي وقع في الساعة 6:08 من صباح ذلك الثلاثاء مجهولة، مع عدم اكتمال التحقيق، بعد أن واجه القاضي المسؤول عن التحقيق عقبات تتعلق بالحصانة القانونية التي يتمتع بها النواب، ويعتقد البعض أن هذه القوانين تعرقل سير العدالة وتحول دون محاسبة المسؤولين عنها.

ولا يزال مبنى مؤسسة كهرباء لبنان على حاله بعد الانفجار، وأكوام من الركام تحيط بالمكان، كما فقد عدد من موظفي المؤسسة الرسمية أرواحهم في ذلك اليوم داخل مبنى الشركة، الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن الميناء.

انفجار مرفأ بيروت

معالم تدمرت

وكان المبنى الذي يستضيف مقهى إم نزيه في الجميزة، واحدًا من أكثر المباني تضررًا في الانفجار، وأصيب عمال المقهى بجروح خطيرة، وفقا لمالكها، ماك ماكلينهان، وهو أمريكي، في مقابلة مع بي بي سي العربية.

افتتح المقهى في المبنى المهجور سابقا في عام 2010، وتم ترميم المبنى لأنه كان في خطر الانهيار، ولم يعد المكان يعج بأصوات زواره من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، ولم تعد “حلوة الليالي” كذلك.

ووفقا لليونسكو، تضرر 640 مبنى تاريخيًا في الانفجار، وكان حوالي 60 منها معرضًا لخطر الانهيار، وتعهدت المنظمة بقيادة جهود الترميم الدولية وقدرت التكلفة الإجمالية لعملية الترميم بنحو 300 مليون دولار.

وكان للبيت الأزرق، الذي استضاف ذات يوم المطعم الإيطالي، Appetito Trattoria، دوره في جهود إعادة الإعمار.

لم يكن الدمار الناجم عن انفجار المرفأ في عام 2020 هو السبب الوحيد الذي غير وجه بيروت، بل كان للأزمة الاقتصادية التي بدأت تظهر في العلن في أواخر عام 2019، تأثير على تغيير المدينة.

بيروت مهجورة

من المفارقات أن أكثر المناطق المهجورة في بيروت اليوم هي وسط المدينة.

بدأت قصة مغادرة الناس لمنطقة وسط بيروت، التي تستضيف المقاهي والمطاعم والمتاجر الفاخرة، في عام 2015، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الأزمات السياسية المتتالية، وغياب السياح، والمظاهرات التي أثارتها أزمة نفايات كبيرة في جميع أنحاء البلاد في ذلك الوقت.

وتستضيف المنطقة مبنى البرلمان اللبناني ومبنى رئاسة الوزراء وساحة الشهداء ورياض الصلح، حيث عادة ما تقام الاحتجاجات والمطالب.

بعد بدء الأزمة الاقتصادية في عام 2019 وتحرك عشرات الآلاف في شوارع وسط المدينة، جلبت السلطات اللبنانية أسوار إسمنتية عملاقة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان ومقر رئيس الوزراء، ولم يتم رفع هذه الجدران حتى أواخر مايو.

كل ما تبقى من المقاهي والمطاعم في ساحة النجمة، التي كانت تعج بالناس والسياح والأطفال، أغلقت في وقت لاحق.

بيروت في الظلام

يعاني لبنان منذ فترة طويلة من تقنين الكهرباء، لكن الوضع أصبح سيئا للغاية منذ أواخر عام 2020، مع عدم قدرة الدولة على تأمين الأموال اللازمة لشراء الوقود وتشغيل محطات الإمداد بالكهرباء.

وقد أثرت الحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة ونقص الكهرباء تأثيرا كبيرا على الحياة اليومية للشعب اللبناني.

انفجار مرفأ بيروت

مع توفر الكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين فقط من أصل 24 ساعة من اليوم في العديد من المناطق اللبنانية في الفترة الأخيرة، أصبح اعتماد الشعب اللبناني على المولدات الخاصة أكبر.

ومع ذلك، فإن التكاليف المترتبة على ذلك، والنقص في وقود الديزل، أدى بدوره إلى تقنين ساعات التغذية التي يقدمها أصحاب المولدات، وظلت المنازل والساحات والشوارع بدون أضواء، كما لم تسلم الأماكن العامة المجانية القليلة في المدينة من الظلام.

شاهد .. كارثة جديدة تضرب مرفأ بيروت

عام على كارثة انفجار مرفأ بيروت

الذكرى الأولى لانفجار المرفأ.. كارثة بيروت في أرقام