هوندا هي واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم، وقصة مؤسسها تعتبر من أكثر الحكايات الملهمة، وتستخدم بكثرة في المحاضرات التحفيزية في كل مكان بالعالم.
نسلط الضوء في هذا الموضوع على قصة حياة سويتشيرو هوندا، وكيف أسس شركته الكبرى، والمراحل الصعبة التي مر بها طوال حياته.
حياة هوندا
ولد سويتشيرو هوندا في قرية صغيرة في اليابان، وكان والده حدادًا، وعرف عنه في طفولته حب الاستطلاع والانجذاب نحو صنع أشياء جديدة، كما كان فضوليًا للغاية فيما يتعلق بالسيارات والمركبات.
زادت معرفته ومهاراته تجاه الآلات كثيرًا، ورغم ذلك لم يكن جيدًا بما يكفي في دراسته، وفضل اكتساب المعرفة العملية؛ فترك دراسته وبدأ العمل مع والده في متجر دراجات، قبل أن تقع عينه على إعلان عن حاجة شركة Art Shokai لبعض الميكانيكيين، ليجد سويتشيرو ذلك الإعلان فرصة لمعرفة المزيد عن المركبات وتحسين معرفته بها، واتخذ أكبر قرار في حياته وغادر قريته وذهب إلى طوكيو من أجل القيام بهذا العمل الميكانيكي.
هوندا في طوكيو
وصل الشاب إلى طوكيو لكن سنه الصغير لم يجعله مناسبًا، وكان الخيار الوحيد أمامه هو العمل كمتدرب، فقبل بالعرض، ولم يعد إلى قريته.
ركز سويتشيرو هوندا على تعلم وتحسين مهاراته تجاه الآلات، وساعدته قدراته على مساعدة كبار الميكانيكيين، وشرح لهم طرقًا جديدة وسهلة للعمل، فكسب احترام الجميع، حتى أن مالك الشركة أدرك قدراته وبدأ في تعليمه إلى أن أصبح مديرًا لأحد الفروع في سن 22 عامًا.
رحلة الابتكار
قرر القيام بتصنيع حلقات المكبس التي تستخدم في المركبات، لكن الشركة لم تعجبها هذه الفكرة، واتخذ مرة أخرى أكبر قرار في حياته، حين ترك منصب مدير الفرع بتلك الشركة من أجل تحقيق رؤيته.
كان بحاجة لمعرفة أشياء كثيرة ليتمكن من صنع هذه الحلقات، فتعلم عنها وحاول إلى أن نجح في صناعتها، وبدأ في توريد تلك الحلقات لشركات كبرى مثل Toyota.
بينما كانت الأمور تسير لصالحه، أصابته الحرب في الصين بضربة قوية، حيث تعين على معظم الموظفين في شركته الذهاب للحرب، فكان عليه أن يقوم بتعليم السيدات طريقة التصنيع ليستمر العمل، ولكن بعد أن نجح الأمر، لم تتركه الحرب، فكان نصيب شركته أن تدمرت في غارة جوية.
هوندا موتورز
عاد للعمل مرة أخرى وشكل شركته التي أطلق عليها اسم هوندا موتورز، وهذه المرة بدأ العمل في صنع الدراجات النارية، التي أحبها الكثيرون وبدأ في جني الأرباح.
بمرور الوقت استمر في تطوير الدراجات النارية التي تصنعها شركته، وبدأت دراجات سويتشيرو في الفوز بسباقات الدراجات النارية، وأصبح مصنعه الأكبر في العالم، ثم انطلق نحو تصنيع السيارات.
في ذلك الوقت، لم تعجب وزارة التجارة بهذه الفكرة، لأنه وفقًا للقسم، كان سوق صناعة السيارات مزدحمًا، واعتقدوا أنه لن يكون هناك مكان لشركة سويتشيرو هوندا الناشئة، لكنه قرر العمل على نموذج فعال في ذلك الوقت، والذي نال إعجاب وخلق لنفسه مكانة في سوق السيارات.
يتمتع هوندا ببعض المهارات الفريدة التي لا يمتلكها الناس عادةً، وكانت هذه المهارات هي السبب وراء نجاحه ونجاح شركته للدراجات النارية التي تعد أكبر شركة في العالم من عام 1959 حتى الآن.
لا تزال الدراجات النارية لشركته تفوز بالعديد من السباقات فضلًا عن السيارات، كما تصنع هوندا المحركات البحرية والمراكب والمولدات ومعدات الحدائق وحتى قطع غيار الطائرات.
ما هي شركات السيارات الأعلى دخلًا في العالم وكم عدد علاماتها التجارية؟