مقتل “أيمن الظواهري”، زعيم تنظيم القاعدة، بغارة أمريكية في كابل الأفغانية، حدث بارز ومهم يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام العالمية، خاصة أنه يعتبر أبرز المطلوبين على قوائم الإرهاب، ومن المؤكد أن عملية القضاء على رأس تنظيم القاعدة، لم تكن سهلة على الإطلاق، بل تم التخطيط لها على عدة مراحل بداية من تحديد مكانه وصولًا إلى استهدافه بنجاح.
وعن هذه العملية قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات، مشيرًا إلى أن عملية قتله جاءت نتيجة عمل “دقيق ودؤوب” لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.
تحديد المنزل
وأكد المسؤول الأمريكي البارز لرويترز، أن القوات الأمريكية تراقب الوضع في أفغانستان عن كثب خلال العام الماضي، وخاصة بعد الانسحاب من أفغانستان، ونجحت خلال هذه الفترة في تحديد مكان عائلة الظواهري من ثم رصد مكانه بالقرب منهم في العاصمة “كابل”.
وأوضح المسؤول الأمريكي الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن “الظواهري” كان يختبئ داخل منزل آمن في “كابول”، وبمجرد تأكد المسؤولين من أنهم حددوا هوية الظواهري، وتحديدًا في مطلع أبريل الماضي، بدأوا إطلاع كبار مسؤولي الإدارة على المعلومات، ليقوم بعدها مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان”، بإطلاع الرئيس “جو بايدن” على الأمر.
وتابع المسؤول: “حددنا نمط حياة الظواهري من خلال مصادر معلومات مستقلة متعددة لتوجيه العملية، وفي النهاية نجحنا في استهدافه”.
ولفت المصدر إلى أن عمليات التحقق من مكان “الظواهري”، مرت بعدة مراحل، حيث تم التدقيق في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته، كما تم التدقيق في قاطنيه، للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية قتل الظواهري، دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري.
“بايدن” يقود غرفة العمليات
وأشار إلى أن الرئيس “بايدن” قد ترأس عدة اجتماعات مع كبار المسؤولين والمستشارين، لتدقيق المعلومات الاستخباراتية، وتحديد أفضل مسار للعمل.
وبعد الاجتماعات الموسعة، وضعت وكالة الاستخبارات المركزية، الخطة المقترحة للقضاء على “الظواهري”، وأطلعت “بايدن” عليها في غرفة عمليات بالبيت الأبيض.
وعما فعله “بايدن” خلال هذا الاجتماع قال المسؤول الأمريكي: “طرح أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه، كما فحص عن كثب نموذجاً للمنزل الآمن الذي أعده مجتمع الاستخبارات وأحضره إلى الاجتماع، إذ سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية، كما طلب تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابول”.
وفي 25 يوليو الماضي دعا الرئيس “بايدن”، أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة واشنطن مع طالبان، وذلك وفقًا للمسؤول الأمريكي.
وبعد سلسلة من الاجتماعات أذن الرئيس الأمريكي، بشن ضربة جوية دقيقة لقتل “الظواهري”، بشرط محاولة تقليل الإصابات والخسائر بين صفوف المدنيين، وهو ما حدث بالفعل باستهدافه بصواريخ “هيلفاير”.