السعودية

الطلاق في السعودية.. خلاص للزوجات أم موضة آخذة في الانتشار؟

الزواج سنة الحياة، العلاقة الزوجية من أكثر العلاقات قدسية بين البشر، فالزواج السليم والسوي ينتج عنه أبناء أسوياء وبالتالي مجتمع سوي، الإسلام نظم شرائع الزواج وحددها، كما حدد ونظم أيضًا الطلاق في حالة استحالة العشرة بين الزوجين.

مع تقدم الحياة وتطورها تغيرت بعض المفاهيم المجتمعية عن الزواج، فأضحى مهمة غير سهلة على الشباب؛ بسبب ارتفاع تكاليفه، ومغالاة البعض في المطالب والمهور، وبعد كل هذه الصعوبات قد ينتهي الأمر بالطلاق أو بالخلع، وباتت الطريقة الأخيرة منتشرة في المجتمعات العربية ومنها المجتمع السعودي، ما جعل القضية تستحوذ على اهتمام المجتمع السعودي بشكل كبير، فكيف ينظر السعوديون للخلع؟ وما مدى تأييدهم له؟ وكم بلغت حالات الخلع ونسب الطلاق؟ وهل تؤدي مسألة طلب الخلع دافعًا لعزوف الشباب عن الزواج؟ هذا ما سنتعرف عليه في التقرير التالي:

كيف ينظر السعوديون للخلع؟

يقول أحد المغردين ويدعى “أبو خالد” حول هذه القضية المجتمعية الهامة: ” المرأة السعودية كانت زمان تقدس الحياة الزوجية، اليوم تقدس الخلع من أجل الحرية الا ما شاء الله من هن”.

بينما يرى مغرد آخر أن الخلع أصبح موضة!

وقال أحد المغردين ويدعى “أمجد” إن عدد حالات الطلاق في المملكة رقم مرعب جداً ودليل على وجود خلل في المجتمع يستلزم الإسراع لإيجاد حل له.

https://twitter.com/I_Good10/status/1542415337332908034

بينما حذرت مغردة من انعكاس الخلع على عزوف الشباب عن الزواج من السعوديات والبحث عن الأجنبيات: “بسبب غلاء المهور وتكاليف واشتراطات الزواج وكثرة تمرد الفتيات والزوجات وتأثرهم بالأفكار #النسوية وإنسلاخهم عن الدين وإنتشار ظاهرة خلع الأزواج ظهرت مطالبات الشباب بتسهيل الزواج من الأجنبية

وطالب آخر بضرورة إعداد دورات تأهيلية قبل إتمام عقد الزواج كحل محتمل ربما يستطيع تقليل أعداد حالات الخلع والطلاق.

أرقام حول نسب الطلاق في المملكة

بلغ معدل الطلاق العام لإجمالي السكان في المملكة (15 سنة فأكثر) 2.18 لكل 1000 من السكان بارتفاع قدره 10.1% عن عام 2019، فيما بلغ معدل الطلاق العام للسكان السعوديين 3.64 لكل 1000 من السكان السعوديين، (15 سنة فأكثر)، بارتفاع قدره 13.8% عن عام 2019.

وسجلت منطقة الجوف أعلى معدل للطلاق العام للسكان السعوديين (15 سنة فأكثر)، حيث بلغ 5.07%، تليها منطقة حائل بمعدل 4.47%، وأخيرًا منطقة الحدود الشمالية بمعدل 4.42%، فيما سجلت منطقة جازان أدنى معدل للطلاق العام للسكان السعوديين بمعدل 2.50%، تليها منطقتي الباحة والمنطقة الشرقية بمعدل 2.84%.

ووقعت معظم حالات الطلاق لعام 2020 في نهاية العام، خلال شهر أكتوبر بمعدل 14.6% من إجمالي حالات الطلاق، وشهر نوفمبر 13.9%، وديسمبر 14.9%.

وخلال الـ10 سنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عام 2011، حيث كانت حالات الطلاق في ذلك العام 34 ألف حالة، ثم ارتفعت خلال هذه السنوات العشر بنسبة وصلت إلى 60 %.

وارتفعت حالات الطلاق في عام 2022 عن الأعوام السابقة، فقد كان عدد حالات الطلاق في عام 2010 هي 9233 حالة، وحسب التقارير في العام الحالي فإن هناك 7 حالات طلاق تتم كل ساعة في المملكة، مما يجعل أنه مقابل كل 10 حالات زواج هناك 3 حالات طلاق.

ومن جانبه يرى المستشار الأسري ثامر الصالح، أن نسبة الطلاق بالمملكة ليست مرتفعة عن المعدل المقبول.

وقال “الصالح” في لقاء له ببرنامج 120 دقيقة على قناة الإخبارية: أنا متابع لحالات الطلاق منذ العام 1405هـ إلى اليوم، وهي تتراوح بين 24 أو 25% حتى 30% وهي نسبة مقبولة”، مشددًا على أن إحصائيات وزارة العدل تدل على أن النسبة ليست مرتفعة الارتفاع المقلق.

وفي المقابل يقول المحامي نايف آل منسي، لا يوجد انخفاض في حالات الطلاق في المملكة، ولكن هناك ارتفاعًا في قضايا الخلع التي زادت في الفترة الأخيرة.

ونفى “آل منسي” خلال استضافته ببرنامج 120 دقيقة المذاع على قناة “الإخبارية” ما تردد عن انخفاض حالات الطلاق في المملكة، وأكد  ارتفاع عدد قضايا الخلع المنظورة أمام المحاكم.

شروط الخلع في المحاكم السعودية

 – حددت وزارة العدل السعودية، شروط التقدم بطلب للخلع وجاءت على النحو التالي:

 – من حق الزوجة أن تطلب الخلع في حال عدم قدرتها على استمرارها بالمعاشرة نتيجة كراهيتها للزوج.

 – يمكن للزوجة أن تلجأ للخلع أيضا بحال عدم قدرتها على تلبية واجباتها الزوجية بشكلها الأمثل لذات السبب الذي ذكرناه أي كره الزوج.

 – في حال عدم قدرة الزوج على تحمل مسؤولياته المادية التي ينبغي عليه أن يتحملها تجاه الزوجة والأسرة.

 – في حال تفاقمت الخلافات الأسرية بين الزوجين بشكل يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية بينهم.

 – إن كان هناك مؤشرات تبين بخل الزوج.

 – في حال عدم وجود توافق بين الزوجين سواء إن كان توافقًا جسديًا أو توافقاً فكريًا.

 – بحال كان الزوج لديه أكثر من زوجة ولم يستطع العدل بينهم.

أبناء الطلاق وتجاوز الصدمة

ينعكس الطلاق على الأبناء بشكل خاص، وبالتالي ينعكس على المجتمع بشكل عام، فانتشار الخلع قد يؤثر على مكانة الأسرة وقيمتها، ففي دراسة أجريت بجامعة فرجينيا عام 2022، بواسطة عالِمة النفس “مافيس هيذرينجتون”، وطالبتها في مرحلة الدراسات العليا آنذاك “آن ميتشيل إيلمور”، وجدت أن كثيرًا من الأطفال يواجهون أزمات نفسية سلبية بسبب الطلاق، وتشمل تلك الآثار النفسية مشاعر القلق، والغضب، والصدمة، وعدم التصديق، ولكن ردود الأفعال هذه قد تتقلص بنهاية السنة الثانية. ولكن قلة قليلة من الأطفال فحسب، تظل تعاني مدةً أطول.

تُشير الدراسات إلى أن أطفال الطلاق قد ينجحون في تسيير أمورهم بشكل طيب على المدى الأطول، وفي استعراض كمي للدراسات السابقة جرى في عام 2001، قام عالم الاجتماع “بول ر.أماتو”، في جامعة بنسلفانيا ستيت، ببحث الآثار المحتملة على الأطفال بعد عدة سنوات من حدوث الطلاق، وذلك من خلال مقارنة بين الأطفال الذين لا يزال آباؤهم مستمرين في الزواج ونظرائهم الذين تعرضوا لتجربة الطلاق في أعمار مختلفة.

وشهدت هذه الدراسة متابعة مطولة لهؤلاء الأطفال من مرحلة الطفولة المتأخرة وحتى مرحلة المراهقة، إذ أجروا تقييمًا لتحصيلهم الدراسي ومشكلاتهم الوجدانية والسلوكية ومشكلة الجنوح ومفهوم الذات والعلاقات الاجتماعية، ولم تجد الدراسة فروقات كبيرة بين أطفال الطلاق والأطفال الذي تربوا مع أبوين.

ولفت بعض الخبراء إلى أن مرحلة تعافي الأطفال من صدمة الطلاق، تتحكم فيها بعض الأمور أبرزها قدرة الآباء على الحد من النزاعات المتعلقة بعملية الطلاق، وتجنب إقحام الأطفال في أي نوع من أنواع النزاعات الخاصة بالانفصال.

مواجهة حالات الطلاق المتزايدة

يبدو أن المجتمع بحاجة إلى وقفة ثقافية وتربوية لإعادة الأمور إلى نصابها، فيجب أن تحرص كل أسرة على تربية الشباب والشابات على المفهوم الحقيقي للزواج، وفق للعادات والقيم الدينية، مع التأكيد على أن الزواج مودة ورحمة، وأنه مشاركة، مع حرص كل أسرة على التأكد من أهلية الشاب أو الشابة للزواج ليس فقط بالاحتكام إلى عنصر العمر، أو القدرة المادية، ولكن بالاحتكام إلى النضوج الفكري والاجتماعي، لتصبح علاقات الزواج سوية وقادرة على إنجاب عناصر نافعة للمجتمع غير مشتتة أسريًا، كما أن هناك بعض الاقتراحات التي تشمل ضرورة تضمين الحصول على دورات تأهيلية إلزامية لإتمام عقد الزواج وهو أمر إيجابي قد يساهم في الحد من حالات الطلاق والخلع.

كما يجب تربية الشباب على ثقافة التسريح بالمعروف، ففي حالة استحالة العشرة أحل الله الطلاق ولكن بشرط الإحسان، أي دون خلافات أو تجريح ففي كثير من الأحيان يتحول الأمر إلى حرب يقع ضحيتها الأبناء حيث تعج ساحات القضاء بمثل هذه الخلافات الهدامة.

بعد موافقة مجلس الوزراء.. أهم ما ورد في نظام الأحوال الشخصية الجديد

تواريخ ترسم تفاصيل القصة.. تسلسل زمني لقضية جوني ديب وآمبر هيرد

رئيس دولة أفريقية يمنع وزراءه من الزواج الثاني.. ما القصة؟

المصادر :

الهيئة العامة للإحصاء السعودية / scientificamerican / وزارة العدل السعودية /