بدأت السعودية في صناعة كسوة الكعبة والإشراف على تغييرها منذ عهد الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود، الذي أمر بإنشاء أول دار لكسوة الكعبة المشرفة بجوار المسجد الحرام في “أجياد” عام 1927.
انتقل مكان صناعة كسوة الكعبة بعد ذلك إلى أماكن أخرى، حتى أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بإطلاق مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة في عام 2016.
تتزين الكعبة برداء جديد من الحرير مُبطن بالقطن في كل عام، لكن قبل ذلك تمر بعدة مراحل لتخرج لنا بهذه الحُلة المميزة.
تبدأ الكسوة بمرحلة الصباغة، حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، بعد ذلك يأتي النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية والمنسوخة.
تدخل الكسوة بعد ذلك على قسم المختبر لإجراء الأبحاث والتجارب على الخيوط الحريرية والقطنية والتأكد من مدى مطابقتها للشروط والمواصفات المطلوبة من حيث قوة شدها ومقاومتها لعوامل التعرية المختلفة.
تدخل الكسوة بعد ذلك على قسم الحزام والتطريز وقسم خياطة الكسوة، ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة، وعقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، يُقام حفل سنوي في مصنع الكسوة، وتُسلم بعدها إلى كبير سدنة بيت الله الحرام ليقوم بتسليمها للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
تأتي آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة، وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو 3 أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة) ويرفع ثوب الكعبة.
مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة
يعتبر من أكبر مجمعات تصنيع الحرير وتطريزه ونحته، ابتداء من تصنيع الخيوط الحريرية وحياكتها وطباعة الرموز على القماش الحريري، ويدخل قسم التطريز بالمذهبات ثم يحول لقسم التجميع ثم يتم الحشو للحروف بالقطن، وذلك لإعطاء البروز وجمال للحرف أثناء التطريز ثم بعد ذلك تتم عملية التطريز والتي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية الخالصة ثم يكون الثوب جاهزا للاستبدال.
تكلفة كسوة الكعبة
أصبح ثوب الكعبة المشرفة الأغلى في العالم، بتكلفة سنوية تتجاوز 20 مليون ريال سعودي، حيث يزن الثوب 850 كيلوجرامًا، مقسمة على 47 قطعة قماش بعرض 98 سم، وارتفاع 14، يتم توصيلها ببعضها البعض، وهذا العام سيتم تغييره في غرة شهر محرم 1444هجريًا.
تاريخ الكعبة المشرفة.. البناء والترميم وموعد فتحها