السعودية

نزيف الدماء على طرق المملكة.. ما بين مناشدات المواطنين وجهود الدولة

مشكلة الطرق في المملكة

تعد مشكلة الطرق في المملكة هاجسًا يشغل بال الكثيرين، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في سبيل إيقاف نزيف الدماء، وتحسين جودة الطرق، إلا أن بعض الشكاوى لا تزال حاضرة، وهو ما رصدناه على شكل العديد من التغريدات التي أطلقت خلال النصف الأول من عام 2022، الشكاوى والمناشدات التي تنوعت أسبابها ما بين وجود حفريات في الطرق أو مرور الإبل بشكل عشوائي أو سرعات قيادة جنونية أو عدم وجود إنارة بشكل كاف.

فعلى سبيل المثال، شكا “صنهات حمدان” عبر حسابه على تويتر من مشكلة زحف الرمال على الطرق التي تشكل خطراً على السائقين بسبب احتمالية انقلاب سياراتهم، وطالب أيضاً بتشجير تلك الطرق الأكثر عرضة لهذه المشكلة لحلها نهائياً.

 

فيما ناشد حساب آخر باسم “مهندس سعودي الطاقة الشمسية” بضرورة الاهتمام بتنفيذ دورانات آمنة في الطرق، وصور إحداها التي توجد في منتصف طريق الثمامة.

وثق حساب آخر على تويتر حادثاً في منطقة نجران بسبب وجود حفر في الطريق طمستها مياه الأمطار، ما جعلها غير مرئية عند القيادة وتتسبب في حوادث عدة في تلك المنطقة.

الإبل أيضاً مشكلة كبيرة تعاني منها الطرق السعودية.

حوادث الطرق عالميًا

بالتأكيد مشكلة حوادث الطرق هي مشكلة عالمية غير مقصورة على دولة بعينها، ولكنها تزداد وتنخفض وفق الضوابط المرورية التي تضعها كل دولة، وحددت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الأمم المتحدة مستهدفاً عالمياً يقضي بخفض عدد الوفيات والإصابات بسبب حوادث المرور.

وتشير الإحصاءات إلى أن السبب الأول لوفاة البالغين من عمر 15 إلى 29 سنة هو الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، حيث يروح ضحيتها نحو 1.3 مليون شخص سنوياً، وتأتي نصف عدد الوفيات على الطرق من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والنارية.

بخلاف الوفيات، فيصل عدد المصابين بإصابات غير مميتة بعد حوادث مرورية إلى ما بين 20 و50 مليون شخص، يصاب كثير منهم بعجز بفعل الإصابة.

اللافت للنظر أن الذكور هم الأكثر عرضة لحوادث المرور مقارنة بالإناث، فـ73% من الوفيات الناتجة عنها من نصيب الذكور أقل من 25 عاماً، وترتفع احتمالية وفاتهم بنحو 3 أضعاف مقارنة بالإناث.

وتستحوذ الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على 90% من الوفيات الناتجة عن حوادث المرور حول العالم، رغم أنها لا تمتلك سوى 45% من المركبات الموجودة في العالم.

بينما تعادل تكلفة حوادث المرور نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي في معظم الدول، وتحدث تلك الخسائر من تكلفة العلاج وفقدان إنتاجية الأشخاص المتوفين أو المصابين بعجز، فضلاً عن أهل المصابين الذين يتغيبون عن عملهم أو مدارسهم من أجل رعايتهم وتلبية احتياجاتهم.

أهم أسباب حوادث الطرق عالميًا 

تتنوع أسباب الحوادث عالمياً ومن بينها السرعة الزائدة فهناك علاقة مباشرة بين متوسط السرعة واحتمالات وقوع الحوادث وكذلك مدى فداحة وخطورة الحادث، وقالت منظمة الصحة العالمي أن “كل زيادة قدرها 1 كم/ ساعة في متوسط سرعة المركبة إلى زيادة نسبتها 4% في خطورة التعرض لحادث مميت وزيادة نسبتها 3% في خطورة التعرض لحادث خطير.”

وتعد القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات من بين أكثر مسببات الحوادث المرورية المميتة، إلى جانب ذلك عدم ارتداء خوذات ركوب الدراجات النارية وأحزمة الأمان ووسائل تقييد الأطفال أمر لا يمكن الاستهانة بخطورته.

ويؤثر أيضاً تصميم الطرق على معدل الحوادث المرورية، فيجب أن تتوفر تدابير مثل الممرات المخصّصة للمشاة ومسارات ركوب الدراجات الهوائية ونقاط العبور الآمنة وغيرها لتقليل فرص الإصابة بحوادث.

ويأتي سلامة وأمان المركبة ذاتها من بين مسببات الحوادث، لذلك تفرض الأمم المتحدة عدة لوائح خاصة بسلامة المركبات تضمن تطبيق معايير التصنيع والإنتاج في الدول.

حوادث الطرق في المملكة

وبحسب آخر الإحصاءات لوزارة الصحة السعودية، نجحت جهود تحسين السلامة المرورية في المملكة في خفض أعداد الوفيات من 5787 شخصاً في عام 2018 إلى 4618 شخصاً في عام 2020، فيما تراجعت أعداد الإصابات من 30.579 ألف مصاب في عام 2018 إلى 25.561 ألف مصاب في 2020.

خطوات على الطريق الصحيح 

ورغم ما يبدو للبعض -للوهلة الأولى- من ارتفاع في هذه الأرقام، إلى أن تحليل هذه الأرقام، يظهر تقدمًا كبيرًا في هذا القطاع، وخطوات على الطريق الصحيح، إذ أولت الدولة اهتماماً خاصاً بهذا الملف لما له من دور رئيسي في التقدم الاقتصادي المستهدف، وفي سبيل تطوير منظومة النقل أنشأت المركز الوطني لسلامة الطرق ضمن برنامج التحول الوطني 2020، بهدف تحسين مستويات السلامة المرورية وتقليل وفيات حوادث السير.

ومن بين مبادرات المركز، منصة “راصد” الرقمية التي تجمع البيانات المختلفة مثل التدفقات المرورية وحوادث الطرق والبيانات الطبية، وفي إطار جهود الأمن والسلامة على الطرق، قررت المملكة تخصيص فرق القوات الخاصة لأمن الطرق، والتي تتضمن مهامها مباشرة الحوادث الأمنية والحالات الطارئة والإنقاذ وضبط مخالفي النظام العام.

وساهمت تلك الجهود في خفض عدد الحوادث المرورية والوفيات بنسبة 53%، وذكرت المنصة الوطنية الموحدة أن: “الإنجازات ضمت التوسع في الرصد الآلي الثابت والمتحرك بعدد 9 مخالفات في كافة مناطق المملكة، وتغطية الطرق الخارجية السريعة من قبل القوات الخاصة لأمن الطرق بنسبة 100% وإجمالي 5,275 كم، وتشغيل 96 مركزًا إسعافيًّا جديدًا في مناطق المملكة، و تعديل نظام المرور وتغليظ العقوبات على المخالفات التي تؤثر على السلامة العامة، و معالجة النقاط السوداء ورفع مستوى السلامة على الطرق السريعة بإجمالي 433 نقطة خطرة، وتنفيذ حواجز واقية بإجمالي 877 كم، وأعمال سياج على الطرق بإجمالي 1,738 كم.”

وكان قد كشف وزير الداخلية السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف – في تغريدة على حسابه على تويتر – عن تراجع نسبة أعداد الحوادث الجسيمة بنسبة 34% خلال السنوات الماضية، وأشار إلى انخفاض أعداد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية بنحو 51% لتصبح 13.5 وفاة لكل 100 ألف نسمة، بعد أن كانت تقدر بـ28 وفاة لكل 100 ألف نسمة.

فيما نوه الوزير إلى أن جهود المملكة لخفض الحوادث المرورية ساهم في خفض التكاليف الاقتصادية الناتجة عن تلك الحوادث بما يقدر بنحو 6 مليارات ريال خلال الفترة من عام 2016 إلى 2019.

رد قوي.. السعودية تعلق على تصريحات أمريكا بشأن قرار أوبك+

تصنيف التايمز 2023.. 21 جامعة سعودية تتواجد في القائمة العالمية

كم بلغت الخسائر الاقتصادية بسبب الكوارث الطبيعية في النصف الأول من 2022؟