يستعد حجاج بيت الله الحرام خلال الساعات القادمة للصعود على جبل عرفات لأداء مناسك الحج، وتعتبر هذه اللحظة الإيمانية الروحانية التي يؤدي فيها المسلم ركن من أركان الإسلام الخمسة لحظة مميزة، قد يكون انتظرها الحاج كثيرًا، لذلك يحرص على توثيقها بشكل لحظي خاصة مع تطور الوسائل التقنية الخاصة بالتواصل.
يحرص الحجاج من شتى بقاع الأرض وبمختلف ثقافاتهم ولغاتهم على توثيق لحظات أداء شعائر الحج، بالصوت والصورة، لمشاركتها مع عائلاتهم وأحبابهم، ولحفظها ضمن الذكريات واللحظات التي لا تنسى.
ورصد تقرير نشره موقع “العربية.نت”، عددًا من حجاج بيت الله الحرام يلتقطون صوراً ويصورون مقاطع فيديو لتوثيق رحلة الحج، وكذلك بثها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أو نقلها إلى ذويهم وأصدقائهم.
التطور التقني أصبح مذهلًا، فالحجاج يستطيعون التواصل مع أقاربهم بشكل سريع ومباشر إذا لزم الأمر، كما أن رحلة الحج نفسها لم تعد تتطلب الوقت والجهد بسبب وسائل النقل المتطورة، فقديمًا كانت رحلة الحج شاقة تستغرق الكثير من الوقت، فبالتالي كان يحتاج الحجاج للتواصل باستمرار مع ذويهم، فكانت المراسلة تتم باستخدام الحمام الزاجل، أو الدواب التي كانت أهم وأكبر وسيلة في العصر القديم وكانوا يسمونها “صاحب ساعي البريد”، لأنها كانت تسهل عملية التواصل بين المُرسل والمرسل إليه، إذ كانت الدواب الناقل الرسمي للرسائل البريدية المكتوبة أو الشفهية، وكانت الأسر قديمًا تستبشر بقدوم ساعي البريد خصوصاً لمن كان له قريب تفرق بينهم المسافات.
في عصرنا الحالي لم يعد لساعي البريد وجود أو أهمية فبفضل الأجهزة الذكية والتقنية الحديثة بضغطة زر وفي ثواني، يعيش ضيوف الرحمن مع ذويهم اللحظات عبر السناب شات وتويتر والواتساب وغيرها من التطبيقات الحديثة.
يذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، قد خصصت أكثر من 5900 برج اتصالات في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى زيادة عدد أبراج الجيل الخامس بنسبة 41% ليصل عددها إلى أكثر من 2600 برج، كما وفرت أكثر من 11 ألف نقطة وصول بتقنية WiFi في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي كلها جهود تهدف لتقديم أفضل خدمات التواصل لحجاج بيت الله الحرام.