يعاني الجميع تقريبًا من الغضب في الحياة اليومية، سواء كان ذلك بسبب الإحباط المتعلق بنفقات الحياة اليومية وصعوبتها، بسبب تردي الخدمات الحكومية اليومية للمواطنين.
ونشر موقع ستاتيستا تقرير غالوب عن العواطف العالمية لعام 2021، الذي يقوم بقياس مشاعر المواطنين من خلال استطلاعات الرأي، وذلك في أكثر من 100 دولة حول العالم، عن النصف الثاني من العام 2021 وبداية العام 2022.
ووفقًا للتقرير فتصدرت لبنان قائمة الشعوب الأكثر غضبًا بـ 49%، ثم تركيا 48%، ثم أرمينيا في المركز الثالث بـ 46%، والعراق في المركز الرابع بـ 46%، ثم جاءت أفغانستان بـ 41%، والأردن سادسة بـ 35%، خلفها مالي وسيراليون بنفس النسبة.
وبين التقرير أن 49% من الناس في لبنان قد عانوا من الغضب في اليوم السابق للاستطلاع، وهو أعلى معدل مسجل في أي مكان في العالم، وذلك بعد سنوات من الاضطراب الاقتصادي والتضخم المرتفع، بجانب الانفجار الهائل الذي ضرب ميناء بيروت وأدى لتدمير أجزاء كبيرة من المدينة في عام 2020 ، مما أثار مرة أخرى الغضب من الحكومة التي فشلت في فرض تدابير السلامة أو حتى امتلاك القدرة على مساعدة المتضررين.
معاناة اللبنانيين
ومن جانبه يرى “محمد شمس الدين”، الباحث في الدولية للمعلومات، في تصريحات نقلها موقع “سكاي نيوز عربية”، إن التطورات والظروف المحيطة بالشعب اللبناني صعبة للغاية ومن الطبيعي أن تجعله الأكثر غضبًا بين شعوب العالم، فالليرة اللبنانية فقدت 95% من قيمتها، مع معدل بطالة مرتفع بنسبة 38%، إلى جانب تسجيل مؤشر التضخم 250% خلال عامين.
وأوضح “شمس الدين”، أن لبنان يشهد تراجعًا مخيفًا في الخدمات العامة، المستشفيات ترفض استقبال المرضى، الذين لا يملكون النقد بالدولار كما ان الكهرباء لا تصل إلى المنازل سوى ساعتين يوميًا، أما المياه فتغيب هي الأخرى لعدة أيام متواصلة.
وحذر شمس الدين من أن الخدمات العامة في لبنان في حالة تراجع مخيف، حيث تكاد التغذية بالتيار الكهربائي تلامس الساعتين فقط يومياً، والمستشفيات لا تستقبل المرضى إن لم يكن لديهم أموالٌ نقدية وبالدولار، كما أن المياه تنقطع لأيام ولا تصل إلى المنازل ولا إلى الوحدات السكنية وحتى المكاتب.
جزر سليمان.. لماذا غضبت أمريكا وحلفاؤها من اتفاقيتها مع الصين؟