يحتفل العالم باليوم الدولي للبحارة، في 25 يونيو من كل عام، لما لهم من دور كبير في توفير السلع والخدمات والشحن والنقل عبر مختلف دول العالم وبحارها ومحيطاتها.
يؤدي البحارة مهنة صعبة من خلال تشغيل السفن الضخمة عبر أقسى البحار والمناطق الأكثر خطورة في المحيطات، ويقضون وقتًا طويلًا على متن السفن، قد يصل الأمر إلى أشهر متواصلة.
آثار البقاء في البحار لوقت طويل
في دراسة أُجريت على 300 بحار، وجدت جمعية النقل والمرور في ألمانيا، أن البحارة غالبًا ما يتعاملون مع الضغوط التي يتعرضون لها على متن السفن عن طريق تناول الكثير من الطعام غير الصحي والإكثار من التدخين.
وفي الحالات الأسوأ، سيتعرضون لتقلبات المزاج واضطرابات النوم والاكتئاب. كما يعانون من التعب المزمن والذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الحوادث.
وقد عقدت منظمة “ميهربليك” للإغاثة سلسلة من جلسات الاستشارة الشخصية مع بحارة في ميناء هامبورج، وأثارت الاستجابة لدعوة المشاركة دهشة المنظمة.
من خلال هذه الجلسات، وجدوا أن البحارة الذين يقررون الدخول في هذه المهنة يعرفون بالطبع ما الذي يقدمون عليه، لكنهم غالبا ما يطلب منهم أن يفعلوا أكثر مما يستطيعون التعامل معه عقليًا.
يتواجدون في البحر لعدة أشهر في كل مرة، ويعملون على الأقل لعشر ساعات يوميا لمدة سبعة أيام في الأسبوع، ويكون أعضاء الطاقم دائما تحت الطلب والاستدعاء للعمل، كما أنهم لا يتصلون بأسرهم كثيرًا ويعيشون في مكان ضيق مع أشخاص من مختلف الثقافات.
ويشهد خبراء الطب أيضا على العديد من المشاكل الفعلية والمحتملة لأولئك الذين يبحرون في محيطات العالم من أجل اكتساب الرزق، ويعتقد كثير من البحارة أنهم يعانون من خلل بصري لأنهم يعانون من رعشة جفن العين والعيون الدامعة. وفي الواقع، هذه هي أعراض الإرهاق الشديد.
وهذا لأن عمل السفينة يأتي أولا، وفي كثير من الأحيان على حساب راحة الطاقم. وبالنسبة للبحارة الذين ينحدرون من بلدان أكثر فقرا، يكون الضغط أكبر، فبالنسبة للبحارة من الفلبين أو الهند، على سبيل المثال، تكون مدة الرحلات في بعض الأحيان ضعف المدة التي يقضيها البحارة الأوروبيون أو الروس.
وبعدما اعتادوا على العيش في أماكن ضيقة، يصاب العديد من البحارة بحالة من الخمول والقلق عندما يواجهون مواقف جديدة، ويفضلون البقاء داخل السفينة، حتى أثناء فترات الرسو الطويلة في الميناء.
وهناك آخرون يستغلون الرسو في الميناء لزيارة بعثة البحارة للتحدث مع أسرهم من هناك. ويمكن أن يكون هذا علاجًا فعالًا للضغوط التي يتعرضون لها، ولكنه علاج مهمل رغم ذلك في كثير من الأحيان.
أبرز المحطات في أزمة السفينة “إيفرغيفين” التي عطلت قناة السويس