شهدت دول الخليج العربية موجة غبار عالية الكثافة، رافقها شبه انعدام لمدى الرؤية الأفقية في العديد من المناطق بالمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت.
وعلى الرغم من التأثيرات السلبية التي ربما يسببها الغبار على صحة البعض وتحديداً مرضى الجهاز التنفسي، إلا أنه يحمل أيضا فوائد بيئية عديدة ربما تغير من نظرة البعض له وتجعله صديق مرغوب فيه.
وتشير الدراسات إلى أن الغبار يسهم في قتل الحشرات الضارة والفيروسات، ويعمل كوسيلة نقل للقاحات النباتات إلى بعضها البعض، فضلاً عن قدره على تنقية الهواء من خلال إزالة العوادم والغازات من المدن.
ومن الهواء إلى الماء، يعمل الغبار كأحد وسائل مواجهة الاحتباس الحراري، ومصدر حياة للكائنات البحرية، إذ يحدث ذلك من خلال وصوله إلى أسطح البحار والمحيطات محملاً بذرات الحديد والفسفور والسيلكون والمنغنيز والنحاس والزنكل، ومن ثم يشكل مصدر إمداد غذائي للكائنات النباتية البحرية التي سرعان ما تنمو وتعمل على تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ما يسهم في مواجهة معضلة الاحتباس الحراري.
ويعد الغبار عاملا هاما في هطول الأمطار، وهذا ما يتطابق مع الآية الكريمة “وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين” [سورة الحجر -الآية 22]. كما يسهم كذلك في زيادة خصوبة التربة ويجعلها صالحة للزراعة، وذلك من خلال ترسب الأمطار الطينية في قيعان بحيرات تجمع الأمطار وأودية جريانها، لتمنحها طبقة طينية تجعلها صالحة للزراعة بمرور الوقت.
كيف نتجنب مخاطر عواصف الأتربة والغبار؟.. نصائح من الصحة والمرور والهلال الأحمر