تبدأ حكاية الأنور حامد المطرفي بين جبال وروابي مكّة، وهي امرأة سعودية، استطاعت تأسيس”متحف دار الأولين” وهو أول متحف في مكة، متخصص في عرض تاريخ الأسر بمنطقة الحجاز.
حكاية المطرفي
ولدت المطرفي في مكة المكرمة، وحكت عن طفولتها في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “عشت طفولة بسيطة وهادئة، وعلمتني أمي في تلك الأيام الحرف اليدوية، والخياطة والتطريز، وأنواع الغرز وغيرها”، مضيفة أنها عملت في التعليم لنحو 25 عاما، وامتلكت شغفا كبيرا بالتراث السعودي، وخصوصا في منطقة الحجاز.
وتحدثت مؤسسة متحف دار الأولين عن المرحلة التي شكلت تغييرًا كبيرًا في حياتها، والتي كانت في سن الـ11، ومنذ ذلك الوقت أخذت تحتفظ بالعملات المعدنية القديمة، ومن ثم العملات الورقية، والتي كانت تسمى وقتها بـ “سندات الحج”.
وأردفت المطرفي: “كانت لدي عملة نادرة تُسمى العشرة البيضاء، ولكني للأسف بعتها وندمت على ذلك. وأذكر أنه من شدة تعلقي بها، أصبت بالمرض لفترة وصلت إلى ستة أشهر، لدرجة كنت أرى أنني لست يتيمة الأبوين، وإنما يتيمة العشرة البيضاء”.
جمع التحف
بدأ شغف المطرفي يتحول إلى جمع التحف القديمة وكل ما يمت للتراث بالصلة بمرور الوقت، وكانت تحاول شراء التحف أو مقايضتها، وأثمرت جهودها طوال 35 عاما عن جمع تحف وقطع ثمينة، كانت تضعها في صناديق كبيرة وخاصة في منزل والديها.
وقالت المطرفي إنه “مع مرور السنوات بدأت بالتخطيط لمشروع المتحف، فصممته على نمط بيت عائلة حجازية عاشت قبل أكثر من 50 عاما”.
وتمنح أهمية كبيرة للتراث السعودي وتسعى للحفاظ عليه وإبرازه، مشيرة إلى ضرورة تشجيع الأجيال الجديدة على التعرّف إلى هذا التراث، بسبب رمزيته في الهوية السعودية.
ورأت المطرفي أن وجود المتحف في منزلها يخفف عنها الشعور بالضيق، والتعب، والإرهاق، إذ قالت: “كل مرة أشعر فيها بالضيق، أجد نفسي أجلس في زاوية من المتحف، فأشعر بالراحة وصفاء البال”.