قبل عامين، وفي خضم أزمة كورونا التي تعصف بالعالم، صعقت أسعار النفط الجميع، إذ انهارت أسعار الخام الأمريكي مسجلة -40 دولارًا لأول مرة في التاريخ، مع نضوب الطلب وسط أزمة فيروس كورونا.
ساهمت هذه الأزمة، في توصل تحالف “أوبك+” لاتفاق يقضى بخفض 9.7 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وبدأ تنفيذه مطلع مايو 2020، ويستمر تنفيذ الاتفاق بأحجام خفض متناقصة حتى ديسمبر 2022.
ماذا حدث؟
انخفضت تكلفة تسليم برميل من الخام الأمريكي في مايو إلى سالب 37.63 دولار، والذي كان حوالي 60 دولارا في بداية العام.
وجاء الانخفاض لأن عقود تسليم النفط الأمريكي في مايو تنتهي يوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن تنفد أماكن تخزينه في غضون الأسبوعين المقبلين، مما يعني أنهم يدفعون الآن للمشترين الذين لديهم مساحة لأخذ البراميل من أيديهم.
كما تكبد سعر خام برنت، وهو المعيار الذي تستخدمه أوروبا وبقية العالم، خسائر فادحة لكنه ظل فوق 20 دولارًا للبرميل لأنه أقل تأثرا بمشكلات التخزين ويتداول بالفعل على سعر يونيو.
الانخفاض الحاد يوم الاثنين هو نتيجة لإغلاق العقود الآجلة لشهر مايو يوم الثلاثاء.
انهيار النفط الأمريكي
يتم تداول النفط على سعره المستقبلي، مما يعني أن سعر العقد الآجل لشهر مايو يعكس السعر الذي يرغب المتداولون في دفعه لتسليم 1000 برميل من النفط الخام إلى كوشينغ في مايو.
امتلأ موقع أوكلاهوما بصهاريج تخزين مملوكة لشركات الطاقة بسعة تقارب 76 مليون برميل، ومع ذلك، فإن هذه الخزانات كانت ممتلئة بالفعل بنسبة 70% تقريبا، وتخزين النفط فيها يتكبد تكاليف.
انخفض سعر المؤشر القياسي الرئيسي للنفط الأمريكي بأكثر من 50 دولارا للبرميل لينتهي به الأمر عند حوالي 30 دولارا تحت الصفر، وهي المرة الأولى التي تتحول فيها أسعار النفط إلى سلبية.
سبب الأزمة
مثل هذه الأزمة هي نتيجة لغرابة طبيعة سوق النفط، لكنه يؤكد الفوضى التي تعاني منها الصناعة حيث تقضي جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
الطلب على النفط ينهار، وعلى الرغم من اتفاق المملكة العربية السعودية وروسيا ودول أخرى لخفض الإنتاج، فإن العالم ينفد من الأماكن لوضع كل النفط الذي تواصل الصناعة ضخه – حوالي 100 مليون برميل يوميا.
وفي بداية العام، بيع النفط بأكثر من 60 دولاراً للبرميل، لكنه بحلول يوم الجمعة بلغ نحو 20 دولارا.
ارتفاع الصادرات غير البترولية في نوفمبر 2021
براميل تحت الأرض.. قصة الاحتياطي النفطي الأمريكي وعلاقته بالعرب