كان جماله أخاذاً وجاذبيته لا تضاهى؛ فوُصف بساحر النساء، وتهافت منتجو السينما على الاستعانة به في أفلامهم. ثم توالت سنوات عمره لتنتقل به من عالم الشهرة إلى أرذل العمر؛ فبعدما أشرق شباباً بات يمتلئ هرماً وشيباً ويثقل سمعاً، لينتقل من الأضواء إلى الارتداد طفلاً تستبد به الوحدة، وتحاصره الهموم، حتى أصبح شغله الشاغل هو إنهاء حياته طواعية، بما يعرف بالموت الرحيم.. هو الممثل الفرنسي الشهير “ألان ديلون“.
فاجأ “ديلون” المقيم في سويسرا، جمهوره بنيته اختصار الطريق إلى العالم الآخر، وطلب من ابنه الممثل “أنتوني ديلون” تنظيم موته بطريقة القتل الرحيم، وذلك بعدما تدهورت حالته الصحية إثر جلطة دماغية مزدوجة الطراز داهمته في عام 2019م، بجانب خضوعه لعملية جراحية خطيرة في قلبه، وعدم انتظام ضربات القلب، وفقاً لـ “الإذاعة الفرنسية”.
إنهاء الحياة
ومع رغبة “ديلون” في إنهاء حياته بطريقة الموت الرحيم، يطرأ هذا المصطلح الذي يعرف بأنه ممارسة لموت طوعي غير مؤلم يحد من آلام الإنسان، إذ يطلبه المرضى الميؤوس من شفائهم بغية تخفيف معاناتهم الناجمة عن المرض، وهي ممارسة معتد بها قانوناً في دول عدة مثل: بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وسويسرا، وبعض ولايات أمريكا وأستراليا وكندا، فيما تعتبره بقية دول العالم فتكاً بالنفس وتحايلاً بهدف الانتحار.
ويزداد توجه بعض المرضى الميؤوس من شفائهم في الدول التي أقرت الموت الرحيم، إلى فعل أي شيء يؤدي للحد من معاناتهم، وتحديداً في اللحظة التي يقرر خلالها الأطباء عدم وجود فائدة من العلاج. لكن طلب المريض إنهاء حياته لا يتم جزافاً، بل وفق قواعد وقوانين، وكذلك بعدة طرق، منها توقف الطبيب المُعالج عن إعطاء العلاج الروتيني للمريض مما يؤدي لوفاته.
وفي طريقة أخرى للموت الرحيم، يُقبل الأطباء على إعطاء المريض جرعة دواء قاتلة على غرار ما تطبقه سويسرا في هذا الشأن، بينما في حالات أخرى يحقن المريض بمنوم ومسكنات ثم بمواد قاتلة تجعله يفارق الحياة أثناء غيابه عن الوعي.
ويرى علماء الشريعة الإسلامية أن القتل الرحيم مخالف للدين، حتى إذا كان سلوكاً يتبعه الأطباء لإنهاء عناء المريض، مؤكدين أنه يعتبر قتلاً لنفس حرم الله قتلها، وقنوطاً من رحمة الله، فمن الممكن أن يقدر الله الشفاء في اللحظات الأخيرة.
شاشة الموت الزرقاء في مايكروسوفت «Windows 11» ستصبح سوداء