أحداث جارية سياسة

سد النهضة: إثيوبيا تختبر توليد الكهرباء ومصر تؤكد على التوصل لاتفاق ملزم

ذكرت وسائل إعلام إثيوبية، أن السلطات في أديس أبابا، بدأت أول اختبار لتوليد الكهرباء من سد النهضة، في وقت تبادلت فيه أديس أبابا رسائل مع القاهرة بشأن استعداد البلدين لاستئناف المفاوضات حول السد الذي يثير قلقاً مصرياً سودانياً.

وباشرت إثيوبيا اختبار أول توربين منخفض في السد، كخطوة أولى للبدء في توليد الكهرباء، وتأتي هذه الخطوة رغم المطالب المصرية السودانية بالتوقيع على اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.

إثيوبيا تختبر توليد الكهرباء من سد النهضة

وفي حين انتشرت صور للاختبار التجريبي للسد، فإن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، قال إنه لا يوجد تشغيل رسمي لسد النهضة، ولا يوجد توليد للكهرباء حتى الآن، كما أنه لا يوجد أي علامة من علامات البدء في التخزين الثالث للمياه.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن الأعمال الهندسية لا تسمح بأعمال تخزين مؤثر على مصر خلال العام المقبل، كما أنه من غير الوارد أن يكون هناك تخزين للمياه خلال هذه الفترة، لافتاً إلى أن انتشار الصور للاختبار التجريبي تمثل خطوة من الحكومة الإثيوبية لمحاولة رفع الروح المعنوية لشعبها، بعد أحداث العام الماضي، مؤكداً أنها خطوة معنوية، وفي حال التشغيل الفعلي سيكون هناك حفاوة، واحتفالات، وتغطية إعلامية واسعة.

وتطالب مصر والسودان (دولتا مصب نهر النيل)، إثيوبيا، بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، فيما يتعلق بملء بحيرة السد أو التشغيل، قبيل إبرام اتفاقية قانونية مُلزمة تضمن لهما الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة للسد، وهو ما فشلت فيه المفاوضات الثلاثية، والممتدة بشكل متقطع منذ 10 سنوات.

وتقيم أديس أبابا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011، ووصل حجم الإنشاءات به أكثر من 80%، فيما أعلنت إثيوبيا عزمها الأيام المقبلة تشغيل أول توربينين في توليد الكهرباء.

وذكر شراقي أن السد لم يشهد أي تقدم حتى اليوم، حيث يستمر فيضان مياه النيل الأزرق من أعلى الممر الأوسط مع غلق جميع البوابات، وما زالت إثيوبيا تحاول تجهيز أول توربين منخفض للتشغيل.

وأضاف: “الإنشاءات الهندسية الضعيفة تشير إلى أن التخزين الثالث مشكوك في تنفيذه، الذي كان متوقعاً لحجز حوالي 10 مليارات متر مكعب عند منسوب 590 متراً فوق سطح البحر، وإن حدث فسوف يكون محدوداً”.

مفاوضات مستمرة دون نتائج

وعلى مدار العامين السابقين أقدمت إثيوبيا على ملء بحيرة السد على مرحلتين، متجاهلة الاحتجاج المصري السوداني، ما دعا البلدين للتوجه إلى مجلس الأمن الذي أصدر “قراراً رئاسياً”، منتصف سبتمبر الماضي، يشجع الدول الثلاث على استئناف المفاوضات، برعاية الاتحاد الأفريقي، للوصول إلى اتفاق مُلزم خلال فترة زمنية معقولة.

[two-column]

بدأت أديس أبابا أول اختبار لتوليد الكهرباء من سد النهضة، في وقت تبادلت فيه رسائل مع القاهرة بشأن استعداد البلدين لاستئناف المفاوضات حول السد الذي يثير قلقاً مصرياً سودانياً

[/two-column]

وجرت آخر جلسة للمفاوضات في أبريل الماضي برعاية جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي، أعلنت عقبها الدول الثلاث فشلها في إحداث اختراق في الملف الذي يثير قلقاً لدى مصر والسودان.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، تبادلت القاهرة وأديس أبابا الرسائل بشأن استعدادهما استئناف المفاوضات، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن بلاده حريصة على “التوصل لاتفاق ملء وتشغيل السد ملزم قانونياً؛ يحقق المصالح المشتركة، من خلال الموازنة بين تحقيق إثيوبيا أقصى استفادة ممكنة من السد، في مجال توليد الكهرباء وتحقيق التنمية المستدامة، وعدم حدوث ضرر لدولتي المصب”.

فيما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن بلاده “دائماً على استعداد لاستئناف المفاوضات مع إثيوبيا، إذا كانت هناك إرادة سياسية تساعد للتوصل إلى اتفاق”، بينما شددت الخارجية الإثيوبية على تمسكها بـ”الوساطة الأفريقية” في المفاوضات، وأكدت أن “سد النهضة لن يلحق الضرر بمصالح مصر والسودان”.

ماذا لو عاد ترامب إلى رئاسة أمريكا؟

علاج جديد قد يشفي حالات الشلل بنجاح

أكثر المواقع الإلكترونية زيارة في الشرق الأوسط