على الرغم من أن “ويكيبيديا“، أصبحت خلال السنوات السابقة، أضخم موسوعة معلوماتية شاملة بالنسبة لمستخدمي شبكة الإنترنت، إلا أن كثيرين لا يعتبرونها مصدراً موثوقاً للمعرفة وفي مقدمتهم الأكاديميون الذين لا يعتدون بالاستشهاد بها كمرجع في الدراسات والأبحاث العلمية.
وباتت “ويكيبيديا”، موسوعة العالم الرقمية، إذ تتضمن 280 لغة مختلفة، ويضاف إليها نحو 600 مقال يومياً، ويشارك في تحرير موادها نحو 141 ألف عضو نشط، فيما يبلغ حجم تصفحها أكثر من 18 مليار مرة شهرياً، وفقاً لأحدث الإحصاءات.
في مقابل ذلك، بمجرد أن يسمع العديد من الأستاذة الجامعيين جملة “الاقتباس من “ويكيبيديا“، تتشكل لديهم قناعة بعدم الثقة في المعلومة أو الموضوع العلمي المطروح عليهم، مرجعين ذلك إلى كون “ويكيبيديا” موسوعة حرة يمكن لأي مُستخدم للإنترنت أن يضيف إليها الموضوعات المختلفة ويعدل عليها حسبما يشاء، ما يعني أنها عُرضة لتلوين المعلومات بالآراء الشخصية أو التوجهات الإيديولوجية والدينية والعرقية لتبدو كأنها مرجعاً موثوقاً تنشره الموسوعة.
ولم تتوقف النظرة الناقدة لويكيبيديا عند حد الموثوقية، بل امتدت لتطال القدرة على إيجاد المعلومة الصحيحة، حيث حذرت دراسة نشرتها جامعة دياكن الأسترالية، من أن اعتماد الطلاب على ويكيبيديا كوجهة سهلة المنال للحصول على المعلومة، أدى إلى ظهور جيل من غير القادرين على البحث عن المعلومة المناسبة من المراجع العلمية الموثوقة والمصادر الصحيحة التي تدون المعلومة بحيادية، فضلاً عن قيام المستخدمين غير المختصين بتدوين المعلومات على الموسوعة العملاقة في حين أن أي معلومات هامة يجب أن تكون موثوقة بشكل تام.
هل يمكن الاعتماد على ويكيبيديا بشكل تام؟
أجابت “ويكيبيديا” نفسها على هذا التساؤل الحاسم في صفحة إتفاقية الإستخدام، قائلة: “لا تعتبر ويكيبيديا مصدراً موثوقاً”، لكنها في الوقت ذاته استحدثت علامة خضراء تضعها حول المعلومات الموثوقة التي تتفق مع معايير الدقة والتحرير العلمي الرصين، ما يعني إمكانية الحصول على مقالات علمية مُحكمة علمياً.
وتأتي غالبية الانتقادات لمعلومات ويكيبيديا من قبل متخصصين يتمتعون بقدرٍ عاليٍ من العلم والثقافة، حيث ينبهون إلى وجود أخطاء مختلفة أثناء تصفحهم لمقالات الموسوعة، موضحين أنها تعود في الأساس إلى وظيفة الإسناد التي يلجأ خلالها المستخدمون للاعتماد على المواقع الإخبارية في تدوين المعلومات بالموسوعة رغم أنها ربما تكون كاذبة أو مزيفة.
تحديد موثوقية معلومات ويكيبيديا
تتوفر بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحديد مدى موثوقية المعلومات بـ”ويكيبيديا” بالنسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على الموسوعة كمصدر للمعلومات، يتقدمها ضرورة التحقق من الاستشهادات المرفقة مع المقالات، حيث توجد مُرقمة أعلى كل جملة، فبمجرد الضغط على الرقم ينتقل المستخدم لمعاينة مصدر المعلومة والنظر في مدى موثوقيته.
كما يجب على المستخدم مراجعة تاريخ التعديل على صفحة ويكيبيديا التي يتصفحها، للنظر فيما إذا كانت قد تعرضت للتعديل أو التزييف من قبل مُخربين وتحديداً في الصفحات التي تتعلق بالشؤون السياسية والدينية.
ويحتاج المستخدم إلى الدخول للمصادر المرفقة مع المقالات الويكيبيدية مثل المواقع العلمية والمتخصصة للتزود بالمعلومات منها.
ولمزيد من كسب الثقة في معلومات الموسوعة، يكون المستخدم أمام قراءة العديد من المقالات التي تتناول نفس الموضوع في الموسوعة، ثم مقارنتها ببعضها البعض وكذلك بمصادر أخرى من خارج ويكيبيديا من أجل استخلاص المعلومة الموثوقة .
وتظل ويكيبيديا من أهم مصادر المعلومات في العصر الحالي، على الرغم من إتاحة تعديلها من قبل الجميع، ما يعني احتمالية صواب أو خطأ المعلومة، فيتبقى دور مستخدميها للتأكد من المعلومات من خلال الخطوات أعلاه، بالإضافة إلى المصادر والمراجع الموثوقة.
الارتياب من اللقاحات.. لماذا يتردد بعض الرياضيين في تلقي لقاح كورونا؟!
سيناريوهات تأثير “أوميكرون” على الاقتصاد العالمي
ما أكبر عمليات الاستحواذ على شركات ألعاب الفيديو؟
