أحداث جارية اقتصاد عالم

سيناريوهات تأثير “أوميكرون” على الاقتصاد العالمي

لا يزال فيروس كورونا يبعثر أوراق العالم، مع الانتشار السريع لمتحوره الجديد “أوميكرون” الذي ينتشر بسرعة عبر الحدود وداخل البلدان التي رُصد فيها، مما أثار قلقاً دولياً بشأن وضع الاقتصاد العالمي في الوقت الذي يسعى خلاله للتعايش مع الجائحة.

ضرب “أوميكرون” العالم، في الوقت الذي ظن خلاله الكثيرون أن جائحة كورونا في طريقها نحو الانحسار، مُسبباً إرباكاً جديداً للأسواق العالمية على وقع عودة أعداد الإصابات للارتفاع مجدداً، واضطرار كثير من الدول لإعادة فرض الإجراءات الاحترازية التي تلقي بظلالها على حركة المال والأعمال عالمياً.

ماذا بعد؟

يقف العالم خوفاً من تداعيات متحور “أوميكرون” لا سيما بحجم الأضرار الاقتصادية، في الوقت الذي توقع خلاله صندوق النقد الدولي انخفاض النمو العالمي، من 5,9% لعام 2021، إلى 4,9% للعام 2022.

وتسبب “أوميكرون” بالفعل في أضرار اقتصادية للعديد من الدول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي تبددت آمالها في النمو الاقتصادي المنشود خلال عام 2022، بعدما كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 5,2% قبل تفشي المتحور الجديد، وفقاً لـ “يورو نيوز”

أما منطقة اليورو، ففرصها في النمو أكبر قليلاً من الولايات المتحدة، مع إجراءات التأقلم مع الجائحة، إذ تشير التوقعات إلى عدم انكماش الناتج المحلي الإجمالي أوروبياً، مع توقعات بانتعاشه خلال الربع الأول من 2022.

فيما تتأثر الصين أيضاً بالجائحة، جراء تنفيذ استراتيجيتها “صفر كورونا” التي تتطلب حجراً محلياً مشدّداً أثّر بدوره على الحركة الاقتصادية في البلاد.

بينما تبقى النظرة للدول الناشئة يكتنفها الغموض، لا سيما مع مخاوف من عدم وصول اللقاحات لجميع البلدان، وقدرتها على مواجهة الجائحة.

[two-column]تأثير "أوميكرون" على الاقتصاد

تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى انخفاض النمو العالمي، من 5,9% لعام 2021 إلى 4,9% للعام 2022

[/two-column]

القطاعات الأكثر تضرراً

لم يعد كورونا فيروساً معدياً بشرياً فحسب، بل يمكن اعتباره فيروساً معدياً اقتصادياً أيضاً، حيث تسبب في الإضرار بقطاع السفر بعد إلغاء آلاف الرحلات السياحية الجوية والبحرية، وإضعاف حجوزات الفنادق وكل ما يرتبط بصناعة السياحة.

نفس الحال بالنسبة لقطاع الترفيه الذي فقد بريقه مع تخوف العملاء من عدوى “كورونا ومتحوراته”، إذ ازداد القطاع خفوتاً مع الانتشار السريع لـ “أوميكرون”.

لكن بارقة أمل تجلت في الأفق مع عودة بورصات العالم لتحقيق مكاسب مع بداية عام 2022، فيما يبدو أنه تعايشٌ مع الجائحة واستفادةٌ من عودة وشيكة للاقتصاد، فقد ارتفعت أسهم شركة السفن السياحية كارنيفال، بأكثر من 20 بالمئة، وتلك التابعة لـ إير فرانس بحوالي 15 بالمئة، والشركة المصنعة للآلات وأدوات ورش البناء كاتربيلار، إلى ما يقارب 25 بالمئة، وفقاً لـ “يورو نيوز”.

التضخم.. هل يتعاظم؟

لا شك أن كورونا قد سبب هبوطاً اقتصادياً عالمياً جراء توقف عمليات التنمية، وإجراءات الإغلاق المؤلمة، حيث بلغ التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا أعلى مستوياته منذ عدة عقود، فيما بلغت نسبة التضخم في منطقة اليورو أعلى مستوى منذ 25 عاماً، مسجّلةً 5 بالمئة خلال عام، وفقاً لمكتب الإحصاءات يوروستات.

ومن المتوقع أن تزداد معدلات التضخم في البلدان الغربية مع انتشار متحور “أوميكرون” جراء استنزاف مواد التموين الأولية، وارتفاع الأسعار متأثرةً بارتفاع نسبة الطلب، فضلاً عن تحول وجهة الإنفاق من قبل المجتمعات إلى المواد الاستهلاكية وليس إلى خدمات مثل المطاعم أو الترفيه”.

حتمية العودة

تسعى دول العالم لمواجهة التداعيات الاقتصادية الكارثية التي سببها فيروس كورونا، وما يمكن أن يسببها متحور “أوميكرون” مستقبلاً، في الوقت الذي زاد خلاله الدين العالمي إلى 226 ألف مليار دولار عام 2021، بحسب صندوق النقد الدولي.

ومع اعتياد العالم على التعايش مع الجائحة، يجري في العديد من البلدان تنفيذ خطط اجتماعية وبيئية، من خلال منح مساعدات داعمة للقطاعات الأكثر تضرراً مثل السياحة والترفيه والفنادق والمطاعم.

الإغلاق يعود من جديد ..”أوميكرون” يفسد احتفالات أوروبا بأعياد الميلاد

“سبايدر مان” يسحق “أوميكرون” ويدخل التاريخ

حجم الاقتصاد العالمي بعد انتشار “أوميكرون”