صحة

كيف كان ينام البشر قبل مئات السنين؟

يعتقد كثيرون أن النوم ثابت بيولوجيًا، أي أن 8 ساعات من الراحة في الليلة لا تتغير أبدًا بمرور الوقت والمكان، لكن المؤرخ الأمريكي آرثر روجر إكيرتش، اكتشف أول دليل على أن العديد من البشر اعتادوا النوم على فترتين، “النوم الأول والنوم الثاني”.

وكشف إكيرش عن أكثر من 500 إشارة إلى ما يسمى بالنوم ثنائي الطور، مشيرًا إلى أن عادة النوم طوال الليل لم تنته حقًا إلا قبل بضع مئات من السنين فقط، وتطور الأمر فقط بفضل انتشار الإضاءة الكهربائية والثورة الصناعية ومعتقدها الرأسمالي بأن النوم كان مضيعة للوقت الذي يمكن أن يقضيه البشر في العمل.

أهمية تاريخ النوم

لا يكشف تاريخ النوم عن تفاصيل مذهلة عن الحياة اليومية في الماضي فحسب، بل يساعد المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء النوم على اكتساب منظور جديد لما يشكل نومًا جيدًا ليلًا، كما يقدم طرقًا جديدة للتعامل مع مشاكل النوم والتفكير فيها.

أسطورة النوم لمدة 8 ساعات؟

وجد إكيرش إشارات متعددة إلى النوم “الأول” و “الثاني” في اليوميات والنصوص الطبية والأعمال الأدبية القديمة، ووجد أنه بحلول أوائل القرن الـ19، بدأ النوم الأول في التوسع على حساب النوم الثاني وفترة اليقظة، وبحلول نهاية القرن أصبح النوم الثاني يشبه البقاء في السرير لمدة 10 دقائق إضافية من الغفوة.

يلقي بن ريس، أستاذ ورئيس قسم اللغة الإنجليزية في جامعة إيموري في أتلانتا، باللوم على الثورة الصناعية وموقف “النوم للجبناء” الذي ولدته.

لا عصر ذهبي للنوم

رغم كل ذلك، فإن الحياة لم تكن ما قبل الثورة الصناعية هادئة، عندما كان أسلافنا يقضون يومهم مستريحين ومتجددين، غير منزعجين من الأرق أو مشاكل النوم الأخرى، دون عناء متزامن مع دورة الليل والنهار وأنماط الطقس والمواسم، وفقًا لساشا هاندلي، أستاذ التاريخ بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، التي تقول إن النوم مرتبط بالصحة الجسدية والعقلية، وكان موضوعًا يقلق الناس ويستحوذ على تفكيرهم.

إعادة التفكير في الأرق

يقول راسل فوستر، أستاذ علم الأعصاب اليومي في جامعة أكسفورد، إن النتائج التي توصل إليها إكيرش بشأن النوم ثنائي الطور، رغم أنها لا تخلو من الجدل، فقد أثرت على عمله كعالم في النوم.

وأشار إلى أن التجارب في مختبرات النوم أظهرت أنه عندما يُمنح البشر فرصة النوم لفترة أطول، يمكن أن يصبح نومهم ثنائي الطور أو حتى متعدد الأطوار، مما يكرر ما وجده إكيرش في السجلات التاريخية.

ومع ذلك، شك فوستر، وهو أيضًا مدير معهد السير جولز ثورن للنوم وعلم الأعصاب المركب في أكسفورد، بأن نمط النوم هذا سيحدث للجميع.

وأضاف أنه لا ينبغي لأحد أن يفرض على نفسه نظام نوم مجزأ، خاصة إذا أدى ذلك إلى تقليل إجمالي فترة النوم، موضحًا أن الناس يشعرون بالقلق الشديد بشأن الاستيقاظ في منتصف الليل، لأنهم لم يعتادوا على ذلك، وعلى الأرجح ما حدث هو أن مقدار الوقت المتاح لدى الناس للنوم قد اتسع ولم يتم تقييده بسبب رنين المنبه.

“سرب” تطلق برنامجًا لتدريب السعوديات على قيادة القطارات

بعد سرقة حمولتها.. إيران تفرج عن ناقلة النفط الفيتنامية

بايدن ليس الأول.. مسؤولون ناموا في فعاليات رسمية