فن منوعات

أجاثا كريستي.. ما سر اختفائها قبل وفاتها وكيف ظهرت؟

أجاثا كريستي.. كاتبة إنجليزية وُلدت عام 1890، اشتُهرت بعشرات الروايات البوليسية الغامضة، فضلًا عن القصص القصيرة والمسرحيات المليئة بالتشويق، لم تُعرف أعمالها الأدبية بالألغاز فقط، بل حياتها أيضًا.

في الثالث من ديسمبر عام 1926، نهضت أجاثا من كرسيها وصعدت سلالم منزلها وقبلت ابنتها النائمة وعادت إلى الطابق السفلي مرة أخرى.. ثم خرجت من منزلها واختفت لمدة 11 يومًا.

أدى اختفاؤها إلى إطلاق واحدة من أكبر عمليات البحث، وتم تكليف أكثر من ألف شرطي بالقضية، إلى جانب مئات المدنيين، ولأول مرة شاركت الطائرات أيضًا في البحث.

وشارك في البحث اثنان من أشهر كتاب قصص الجريمة في بريطانيا، السير آرثر كونان دويل، مبتكر شرلوك هولمز، ودوروثي إل سايرز، مؤلفة سلسلة اللورد بيتر ويمسي، كان من المأمول أن تساعد معرفتهم المتخصصة في العثور على الكاتبة المفقودة.

سيارة مهجورة

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تمكنت الشرطة من تحديد موقع سيارتها، عُثِر عليها مهجورة في مكان شديد الانحدار بالقرب من مدينة جيلفورد، ولم يكن فيها ما يشير إلى أجاثا كريستي أو أي دليل على أنها تعرضت لحادث، نُسجت الكثير من الحكايات حول اختفائها، خاصة مع مرور 3 أيام دون أي مؤشر على وجودها.

دعاية أم اختفاء؟

قال البعض إن الحادث ليس أكثر من حيلة دعائية ذكية للترويج لكتابها الجديد، وألمح آخرون إلى تحولٍ أكثر خطورة في الأحداث، فكانت هناك شائعات بأنها قُتلت على يد زوجها، وامتد الأمر إلى الاستعانة بالسحر والتنجيم، وبحلول الأسبوع الثاني من البحث، انتشر الخبر في جميع أنحاء العالم، فتصدر عناوين الصحف والمجلات وقتها.

 

ماذا حدث؟

لم يُعثر على أجاثا كريستي حتى 14 ديسمبر، أي بعد 11 يومًا تمامًا من اختفائها، عُثر عليها بأمان وبصحة جيدة في أحد الفنادق في مدينة هاروغيت، لكن في ظروف غريبة جدًا أثارت عدة أسئلة لم تستطع أجاثا نفسها أن تجيب عليها.. لم تتذكر شيئًا وتُرك الأمر للشرطة للتحقيق فيما حدث.

توصلت الشرطة إلى استنتاج بأن أجاثا كريستي غادرت المنزل وسافرت إلى لندن، وتحطمت سيارتها في الطريق، ثم استقلت قطارًا إلى هاروغيت، وعند وصولها إلى مدينة السبا، دخلت إلى الفندق دون أمتعة تقريبًا، ومن الغريب أنها استخدمت الاسم المستعار تيريزا نيل، وتبين بعد ذلك أنه اسم عشيقة زوجها.

لغز حتى الآن

لم تتحدث أجاثا كريستي أبدًا عما حدث في هذه الأيام، وعلى مر السنين كان هناك الكثير من التكهنات حول ما حدث بالفعل.. قال زوجها إنها عانت من فقدان كامل للذاكرة نتيجة حادث السيارة، لكن آخرون توقعوا أن هذا نتج عما يُعرف بحالة الشرود أو الوقوع تحت تأثير حالة نفسية ناجمة عن الصدمة أو الاكتئاب، لدرجة أنها لم تستطع التعرف على نفسها في صور الصحف، وكانت حالتها الذهنية منخفضة للغاية.

سرعان ما تعافت أجاثا تمامًا وعادت مرة أخرى للكتابة، وطُلِّقت من زوجها وتزوجت مرة أخرى بعدها، ولم يعرف أحد ما حدث في تلك الأيام، لتترك أجاثا كريستي لغزًا عجز الجميع عن حله، حتى بعد وفاتها في 12 يناير 1976.

محطات في حياة محفوظ أديب نوبل العربي

من بوكر إلى نوبل.. الأدب الإفريقي يتصدر المشهد في 2021

الروايات الأكثر إلهامًا في التاريخ