عالم

“سلاح الليزر”.. تدشين عصر جديد من الحروب

سلاح الليزر

بعد 4 أيام من إعلان البحرية الأمريكية عن اختبار سلاح ليزر عالي الطاقة يمكنه تدمير القوارب والطائرات المسيرة، في خليج عدن؛ كشفت مجلة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية، عن توجه وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” نحو تطوير أنظمة الأسلحة التي تعمل بالليزر عالي القدرة.

ويسعى “البنتاجون” إلى تطوير أسلحة الليزر بهدف اعتراض المقذوفات عالية السرعة، في وقت يشهد سباقاً محموماً مع روسيا، على التفوق في تطوير هذا النوع من الأسلحة.

عصر جديد من الحروب

وينذر سباق التسلح بـ”سلاح الليزر” بين أمريكا وروسيا، بالدخول في منعطف جديد، وسط توقعات بأنه سيغيّر موزاين القوى في الحروب المستقبلية، علماً بأن القوات البحرية وإدارة الأبحاث العلمية الأمريكية قالت في ديسمبر 2014، إن المستقبل يبدأ بالليزر الآن، وأن ظهور هذا النوع من الأسلحة الليزرية هو عبارة عن خطوة كبيرة إلى الأمام وإن الطاقة الموجهة ستغير مسار الحرب الحديثة كما فعل البارود فى عصر السكاكين والسيوف.

وحسب كريس أوزبورن، محرر شؤون الدفاع في مجلة “”ناشيونال إنتريست”، فإن الجيش الأمريكي يطمح لتطوير أنظمة تمكنه من إطلاق أشعة الليزر من الطائرات المقاتلة أثناء القتال، وضرب صواريخ العدو التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الفضاء، وإحراق طائرات العدو بدون طيار من المركبات القتالية المدرعة.

وعمل أوزبورن سابقاً في البنتاجون كخبير لدى مكتب مساعد وزير الجيش في مجالات تكنولوجيا التسلح واللوجسيتات، وأضاف أنه يتم استخدام أشعة الليزر وتقنيات الليزر الأخرى، مثل أجهزة تحديد المدى وأجهزة الكشف، بالفعل في العديد من التطبيقات، بل يتم نشرها على السفن البحرية.

اختبار سلاح الليزر

وأفاد بيان للأسطول الخامس الأمريكي، قبل أيام، باختبار سلاح ليزر جديد، دمرت به البحرية الأمريكية هدفاً عائماً في في خليج عدن، قرب ساحل اليمن، لافتاً إلى نجاح الاختبار.

وأشار البيان إلى أن سلاح الليزر جرى اختباره بنجاح سابقاً، في استهداف طائرة بدون طيار صغيرة في المحيط الهادئ في مايو 2020.

ويستعين الجيش الأمريكي بخدمات العديد من مقاولي الصناعة الدفاعية لإنشاء أنظمة ليزر عالية الطاقة، إذ تعمل شركة “جنرال أتوميكس – إلكتروماجنيتك سيستمز” المعروفة اختصاراً بـ”جي إيه إي إم إس” على إنتاج هندسة ليزر عالي القدرة، بقوة 100 كيلوواط إلى 300 كيلوواط مع إدارة حرارية متكاملة وبرنامج تتبع دقيق، وفق ما ذكرت المجلة.

ويمكن تركيب أنظمة الليزر عالية القدرة على شاحنة تكتيكية كبيرة، للحماية من تهديد صواريخ كروز أو قاعدة عمليات متقدمة أو قوافل، أو قوات متقدمة أو ميكانيكية كبيرة أو منشآت أو نقل الذخيرة والإمدادات، علماً بأنه يتم حالياً إطلاق ليزر بقدرة 50 كيلوواط من المركبات التكتيكية، وحتى المركبات المدرعة مثل “سترايكرز”.

[two-column]

ترى القوات البحرية وإدارة الأبحاث العلمية الأمريكية أن ظهور هذا النوع من الأسلحة الليزرية هو عبارة عن خطوة كبيرة إلى الأمام وإن الطاقة الموجهة ستغير مسار الحرب الحديثة كما فعل البارود فى عصر السكاكين والسيوف

[/two-column]

روسيا حاضرة في سباق سلاح الليزر

ويشير خبراء إلى أنه في الوقت الذي تتقدم فيه روسيا في تطوير الصواريخ أسرع من الصوت، عن الولايات المتحدة والصين، فإنها تستثمر أيضاً في تطوير الأسلحة التي تعمل بتقنية الليزر.

 

وأعلنت روسيا، في ديسمبر 2019، دخول مدفع الليزر “بيريسفيت” الخدمة، والشروع في استخدامه في المناوبة القتالية في مناطق أنظمة الصواريخ المتحركة، فيما نقلت صحيفة “إزفستيا” الروسية عن الخبير العسكري دميتري كورنييف القول إن مدفع الليزر “بيريسفيت” مخصص لمكافحة الأقمار الصناعية العسكرية المعادية، وقادر على إصابة أقمار صناعية على ارتفاع يصل إلى 500 كيلومتر، كما يستطيع “بيريسفيت” إصابة طائرات التجسس، وفق تصريحات كورنييف، التي نقلتها وكالة “سبوتنيك”.

وتطمح روسيا إلى التفوق على الولايات المتحدة في الأسلحة التي تعمل بتقنية الليزر، مثلما تفوقت في تطوير أنظمة الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

ومن جانبه، قال المحلل الدفاعي المستقل في موسكو ألكساندر جولتس لوكالة “فرانس برس”، إن “روسيا وحدها تملك الأسلحة الخارقة للصوت لكن الجميع يريدها”.

وتشارك كل من الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية في المنافسة على الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي الجيل التالي من الأسلحة بعيدة المدى التي يصعب اكتشافها واعتراضها.

 

اقرأ ايضاً

الحروب الأهلية الأكثر فتكًا في التاريخ

أشهر 3 هدنات في تاريخ الحروب