هجمات الطيور بالمطارات، قد تبدو مشكلة صغيرة للبعض إلا أنها باتت تهدد حركة الملاحة بمطار العاصمة الهولندية أمستردام، الذي لم يجد حلاً من أجل هذه المشكلة سوى “الخنازير”، ما دعى السلطات إلى إطلاق مشروع تجريبي يمتد لـ6 أسابيع، لدراسة قدرة قطيع صغير من الخنازير على ردع قطعان الأوز وأسراب الطيور الأخرى، ومنعهم من القدوم إلى المنطقة.
انفجار محركات الطائرات
وتسعى هذه الطيور إلى أكل بقايا الشمندر السكري في المزارع القريبة من المطار، وتقوم فكرة المشروع على أنه في حال أكلت الخنازير هذه البقايا، فإن الطيور لن تأتي إلى المنطقة المحيطة بالمطار، وبالتالي لن تسبب خطرا على حركة الطائرات.
ويعيش 19 خنزيراً في مساحة تقدر بنحو 5 أفدنة تقع بين مدرجي المطار، وحولت هذه الحيوانات الأرض التي تحمل بقايا المحاصيل الزراعية إلى أرض موحلة، كما أكلت الطعام الذي يجذب الطيور التي يمكن أن تصطدم بالطائرات.
ويمكن أن يسبب اصطدام الطيور بالطائرات مشاكل جمة، قد تصل في بعض الأحيان إلى انفجار محركاتها في الجو.
وقبل عامين، تعرضت طائرة تابعة لشركة “كي أل أم” الهولندية من طراز “بيونغ 747” إلى ما يعتقد أنها “ضربة طير”، ما أجبرها على العودة إلى المطار.
وكاد حادث مشابه أن يؤدي إلى كارثة في الولايات المتحدة عام 2009، عندما تعطل محرك طائرة ما دفع الطيار إلى الهبوط في نهر هدسون في نيويورك، وتبين أن الطيور هي السبب.
وسجل مطار سخيبول بين نوفمبر 2018 ونوفمبر 2019، نحو 565 هجوما للطيور على الطائرات، وكانت ذروتها في فصل الصيف، لكن هذا العدد انخفض إلى 259 بين عامي 2020 و2021، ويرجع هذا الانخفاض إلى تراجع حركة الملاحة الجوية بسبب جائحة كورونا.
تهديد حركة الملاحة
ويقول المسؤول في هيئة التفتيش الهولندية المعنية بالنقل أرنست كولمان، إن الحكومة تعتبر ضربات الطيور خطراً محتملا طوال الوقت
ولأن المطار محاط بمناطق طبيعية تنجذب الطيور إلى المكان، وهو ما يشكل تهديدا لحركة الملاحة، لذلك جرى تشييد 20 محطة لمراقبة الطيور، كما جرت الاستعانة بالتقنيات لردعها مثل الضوضاء وأشعة الليزر، وفق ما يقول كولمان، إلا أن كل ذلك بدا غير كاف لوقف الهجمات.
وتوجهت مجموعة مطار سخيبول إلى أحد المشاركين في ملكية مزرعة صغيرة للخنازير، وسأل ممثل المجموعة المزارع ستان غلودمانز، عما إذا كان بوسع حيواناته فعل المزيد، وأكد غلودمانز إن الأوز يحب أكل الشمندر، وعندما تترك بقاياه في الحقل تتدفق القطعان لالتقاطه.
وأضاف: “عندما جاءت الخنازير إلى المكان وأكلت الشمندر بقيت قطعان الأوز بعيدة، وتعتبر هذه تجربة مبدئية للتعرف على مدى صلاحية تلك الخطة لردع تلك الأسراب من الطيور”.