أحداث جارية سياسة

لماذا تنصح الدول رعاياها بمغادرة أثيوبيا على الفور؟

توالت نداءات الدول لإجلاء رعاياها من إثيوبيا، بعدما دعت الولايات المتحدة والسعودية جميع المواطنين إلى مغادرة البلد؛ بسبب اضطراب الوضع الأمني هناك.

وقالت السفارة السعودية بأديس أبابا، في بيانها: “ندعو جميع المواطنين السعوديين الموجودين في إثيوبيا بضرورة المغادرة منها في أقرب فرصة ممكنة”.
وانضمت ألمانيا وفرنسا لقائمة الدول التي طلبت من مواطنيها مغادرة إثيوبيا على الفور، وسط تصعيد للحرب الأهلية في البلاد.

قتل وإجلاء الملايين

يأتي ذلك في الوقت الذي يقول فيه مقاتلو “تيغراي” المتمردون إنهم ما زالوا يتقدمون نحو العاصمة أديس أبابا.

وأكد رئيس الوزراء آبي أحمد، انضمامه اليوم الأربعاء إلى الخطوط الأمامية لمواجهة المتمردين، قائلاً: إن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين، سيتولى إدارة الشؤون الروتينية للحكومة في غيابه، حيث أدى الصراع المستمر منذ عام إلى أزمة إنسانية، ويواجه مئات الآلاف ظروفاً شبيهة بالمجاعة في شمال إثيوبيا، كما قُتل الآلاف وأُجبر الملايين على ترك منازلهم.

 

غير مقبول وكارثي

وأكد المبعوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان، إحراز تقدم نحو حل دبلوماسي، إلا أن التصعيد على الأرض يهدد كل تلك الجهود. وقال إن الجانبين يعتقدان على ما يبدو أنهما على وشك تحقيق نصر عسكري.
وحذر فيلتمان من أنه إذا تحرك المتمردون نحو أديس أبابا، فسيكون ذلك غير مقبول وكارثي.
ومن الصعب التحقق من التقارير الواردة من الخطوط الأمامية، إلا أن جبهة تحرير تيغراي، تقول إن مقاتليها يسيطرون على بلدة تبعد مسافة تزيد على 200 كيلومتر عن أديس أبابا، ونفت الحكومة الإثيوبية في السابق تقارير عن تقدم المتمردين.

رفضت جبهة تحرير شعب تيغراي بيان آبي، وأكدت أن قواتها لن تتوانى عن تقدمها

سرعة مغادرة البلاد

وحثت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها على المغادرة في أولى الرحلات التجارية المتاحة، فيما أكدت فرنسا أنها أخبرت رعاياها بسرعة مغادرة البلاد “من دون تأخير”، ووفقاً للسفارة الفرنسية، يقيم أكثر من ألف فرنسي في إثيوبيا.
وفي غضون ذلك، نصت وثيقة أمنية داخلية للأمم المتحدة على “ضرورة إجلاء أفراد عائلات الموظفين الدوليين المؤهلين” بحلول 25 نوفمبر.
ومؤخراً أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن سحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين، وطلبت من المواطنين الآخرين المغادرة.

ورفضت جبهة تحرير شعب تيغراي بيان آبي عبر المتحدث باسمها، جيتاشيو رضا، قائلة إن “قواتنا لن تتوانى عن تقدمها الحتمي نحو إنهاء خنق آبي لشعبنا”.

 

التصعيد العسكري

ويقود الاتحاد الأفريقي الجهود للتوصل إلى إنهاء القتال، لكن لم يلتزم أيٌّ من الجانبين بالمحادثات.
ويكمن السبب الجذري للحرب في الخلاف بين رئيس الوزراء آبي وجبهة تحرير شعب تيغراي، التي هيمنت على البلاد بأكملها منذ ما يقرب من 27 عاماً، وليس فقط تيغراي.
وتعتزم الأمم المتحدة إجلاء عائلات موظفيها الدوليين من إثيوبيا بحلول الخميس، فيما حذر المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، من تعرض الجهود الدبلوماسية في إثيوبيا للخطر بسبب التصعيد العسكري.

 

تقليص البعثات  الدبلوماسية

وفي وثيقة داخلية، طلبت أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة من المنظمة “تنسيق عمليات الإجلاء والحرص على مغادرة جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم ذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021”.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنه “نظراً إلى الأوضاع الأمنية في البلاد” قررت الأمم المتحدة “تقليص بعثتها في البلاد عبر إجلاء مؤقت” لكل الأشخاص التابعين لها.

 

تهديدات ومجاعات طاحنة

وكانت الحكومة الاتحادية الإثيوبية أعلنت في 2 نوفمبر، حالة الطوارئ لستة أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم في ظل تزايد المخاوف من تقدم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائهم نحو العاصمة.

لكن السلطات تؤكد في الوقت نفسه أن ما تعلنه قوات تيغراي من تقدم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس الثلاثاء، عن إطلاق عملية “كبرى” لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 450 ألف شخص معرض للمجاعة وتدهور الأوضاع الصحية في ديسي وكومبولشا شمال إثيوبيا.

 

اقرأ أيضًا

السودان وأثيوبيا وإقليم تيغراي.. ماذا يجري؟

أشهر العلامات التجارية لأجهزة الحواسيب المحمولة في الولايات المتحدة

ترشيح الفيلم السعودي “حد الطار” للأوسكار